صناعة الطيران تواجه أزمة جديدة

تدرك شركات الطيران مدى المخاطر التي قد تتعرض لها في حالة قررت العبور من خلال الأجواء الروسية الأوكرانية في ظل الأزمة المتصاعدة، ولهذا بدأت الشركات في الاستفسار حول إمكانية التزود بالوقود من داخل ألاسكا خلال رحلاتها الطويلة، كما كان يحدث خلال الحرب الباردة، في حالة تأثر المسارات عبر روسيا بالأزمة الأوكرانية.
وأغلقت أوكرانيا مجالها الجوي أمام الرحلات المدنية في 24 فبراير/شباط، مشيرة إلى وجود مخاطر كبيرة على السلامة، في حين حذر منظم الطيران في أوروبا أيضًا من مخاطر الطيران في المناطق المتاخمة لروسيا وبيلاروسيا، بسبب الأنشطة العسكرية.
فيما ألغت الخطوط الجوية اليابانية رحلتها مساء الخميس إلى موسكو، مشيرة إلى مخاطر السلامة المحتملة، بينما أغلقت بريطانيا مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية، بما في ذلك شركة Aeroflot إيروفلوت، الناقل الوطني الروسي.
كما أجرت طيران الإمارات تغييرات طفيفة في المسار إلى ستوكهولم وموسكو وسانت بطرسبرغ وإلى بعض الرحلات الجوية الأميركية التي تضررت بسبب إغلاق المجال الجوي، مما أدى إلى إطالة أوقات الرحلات قليلاً.
وغيرت الخطوط الجوية البريطانية وفيرجن أتلانتيك مسار رحلاتها من الهند وباكستان إلى لندن، لتتبع الآن طريقًا جنوبيًا يتجنب المجال الجوي الروسي، بحسب موقع FlightRadar24.
وعلقت بعض شركات الطيران التجارية، بما في ذلك لوفتهانزا وإير فرانس، بالفعل رحلاتها إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا الأسبوع مع تصاعد التوترات.
يشار إلى أنه يتعين على كل طائرة تسافر عبر المجال الجوي الروسي أن يكون لديها خطط طوارئ بسبب المخاطر أو العقوبات، بحسب موقع OPSGROUP.
بالإضافة إلى ذلك، تضررت شركات الطيران من ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 105 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2014 نتيجة للصراع. وهذا يرفع تكاليف التشغيل في وقت يظل فيه الطلب على السفر منخفضًا بسبب جائحة كوفيد-19. وقد تتعرض شركات الطيران الأوروبية أيضًا لضربة طويلة المدى للطلب في ضوء الصراع، مشيرة إلى انخفاض بنسبة 27% في السفر من الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا وروسيا على مدى عامين بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014. كما تشعر شركات الطيران الكبيرة بالقلق من تأثير ذلك على التعاملات مع الشركات الروسية. حيث يمكن للعقوبات أن تعطل المدفوعات لشركات التأجير وتؤثر على توريد قطع غيار الطائرات، ما يؤثر أكثر فأكثر على الاقتصاد.

 

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق