بوادر انتعاش في سوق الطيران العالمي

خلال جائحة كوفيد – 19 تم تعليق أعمال تقدر بمليارات الدولارات في مجال بيع وشراء الطائرات التجارية. لكن خلافا علنيا نادرا بين مايكل أوليري رئيس شركة رايان إير، وشركة بوينغ بشأن أحدث طلبية من جانب شركة الطيران الأيرلندية لشراء طائرات طراز “737 ماكس 10” يظهر أن اللعبة عالية المخاطر آخذة في العودة إلى الحياة من جديد.

أيضا هي علامة على انتعاش سوق الطائرات مع عودة شركات الطيران إلى طاولة المفاوضات لتقديم طلبات شراء طائرات ركاب ترقبا لعودة مزيد من الركاب.

الجائحة أضرت صناعة الطيران ضررا شديدا. قالت “بوينغ” إن الفيروس كلف الصناعة عامين من النمو. ويوضح انهيار المحادثات مع أوليري حول مجموعة جديدة من طائرات ماكس 10 نهجا أكثر ثقة من الشركة الأمريكية، وفقا لمراقبي الصناعة.
“إنه لأمر جيد بالنسبة للصناعة أن تظهر “بوينغ” بعض الانضباط في الأسعار. ماكس طائرة جيدة. لا ينبغي أن يضغط عليهم أوليري للتخلي عنها”، حسبما قال جون ليهي، المدير التجاري السابق في شركة إيرباص، لـ”فاينانشيال تايمز”.

ظلت “بوينغ” متحفظة بشأن الخلاف مع أوليري، مشيرة فقط إلى أنها تقدر أعمال “رايان إير” لكن كان عليها أن تتحلى بالانضباط. كان من شأن طلب جديد كبير لطائرات ماكس أن يعزز المجموعة الأمريكية، بينما تواصل بناء الثقة في الطائرة بعد حادثتين مميتتين.

فازت الشركة بسلسلة من الطلبيات هذا العام، بما في ذلك 150 طلبية من طائرة ماكس 10 من شركة يونايتد إيرلاينز. وأيضا قللت من تراكم طائرات ماكس التي تم تصنيعها، لكن لم يكن لديها مشترون، إلى بضع عشرات تقريبا، وفقا لمراقبي السوق.
قال روب ستالارد، المحلل في شركة فيرتكال ريسيرش بارتنرز، “على مدار العام الماضي أو نحو ذلك، كانت “بوينغ” تتواصل مع أصدقاء وعائلة طائرات ماكس وقدمت سعرا جيدا لمساعدتها على تصفية تراكم ماكس. اشترى جميع المشترين الحاليين المزيد”.
في جميع أنحاء الصناعة، على الرغم من أن التعافي في الحركة الجوية متفاوت، عادت شركات الطيران إلى طلب طائرات جديدة.
تظهر بيانات واردة من فريق “أسيند باي سيريوم”، وهي شركة لاستشارات الطيران، 902 طلبية جديدة إجمالا، باستثناء الإلغاءات وطلبيات العملاء غير التجاريين، التي سجلتها “إيرباص” و”بوينغ” حتى الآن هذا العام. يقارن هذا بـ672 طلبية لكامل عام 2020. شركات الطيران في أمريكا الشمالية، ولا سيما “يونايتد إيرلاينز” و”ساوث وست إيرلاينز”، هي التي قادت الطلب هذا العام.
قال روب موريس، رئيس الاستشارات في شركة أسيند باي سيريوم، “يمكنك أن ترى التأثير الواضح لطلبيات طائرة ماكس من شركات الطيران الأمريكية الكبرى”.

لكن عمليات التسليم الفعلية أقل كثيرا. خلال الفترة نفسها تم تسليم 572 طائرة فقط.
قال مارك ألين، كبير المسؤولين الاستراتيجيين في “بوينج”، إن فرق مبيعات الشركة تجري مناقشات مع “عدد من العملاء على مستوى العالم”. أضاف، “نشهد طلبا من عدد من المناطق المختلفة. كثير من شركات الطيران تدرك أن الوقت الحالي فرصة لها لإعادة ضبط تخطيطها وما تنويه لأساطيلها”.

دومهنال سلاتري، الرئيس التنفيذي لـ”أفولون”، شركة تأجير الطائرات الأيرلندية، قال إن الطلبيات الأخيرة من شركات الطيران الأمريكية على وجه الخصوص خلال الأشهر الستة الماضية كانت علامة إيجابية. “إنها توجه رسالة ثقة في تعافي السوق، كما توجه رسالة ثقة في طائرات ماكس”.

سجلت “إيرباص”، الشركة الأخرى المصنعة للطائرات الرائدة في العالم، في آب (أغسطس) أفضل شهر لها من طلبيات الطائرات منذ ظهور جائحة كوفيد – 19 في كانون الثاني (يناير) 2020.
الشركة الأوروبية، التي تخلفت عن “بوينغ” في تدفق الطلبيات هذا العام، أبلغت عن 102 طلبية في آب (أغسطس)، بما في ذلك صفقات كبيرة مع شركة دلتا إيرلاينز و”جيت2″، شركة الطيران البريطانية منخفضة التكلفة. كان طلب شركة الطيران البريطانية شراء 36 طائرة من طراز إيه 320 نيو بمنزلة ثورة لـ”إيرباص” لأنها اشترت تقليديا من “بوينغ”.

من الواضح أن رؤساء شركات الطيران يشعرون بمزيد من الثقة أيضا. قال إد باستيان، الرئيس التنفيذي لـ”دلتا إيرلاينز”، في مؤتمر للمستثمرين أن الأزمات أيضا “توجد فرصا”.
أضاف، “لقد خلفت لنا فرصة رائعة لتسريع تطوير أسطولنا، ليس فقط بسحب كثير من الطائرات القديمة غير الفعالة، بل بالحصول على كثير من الطائرات الجديدة. وليس فقط إيه 320 نيو (من إيرباص) وما شابه، لكن الخروج إلى أسواق (الطائرات) المستعملة، التي لا نخشى الاستفادة منها مع بعض الصفقات المذهلة التي ستكون متاحة كقرار صديق لرأس المال لأعوام مقبلة”.

قال روبرت جوردان، الرئيس التنفيذي المقبل لشركة ساوثويست إيرلاينز، في المؤتمر نفسه إن الشركة تتوقع أن يكون 2022 “عام نمو كبير من حيث صافي عدد الطائرات الجديدة” حيث تسعى إلى استعادة شبكتها بعد الجائحة.

حتى في أوروبا، حيث كان الانتعاش أبطأ مما كان عليه في الولايات المتحدة، بدأت شركات الطيران النظر في تجديد أساطيلها، حسبما ذكر مسؤول تنفيذي في الصناعة، مشيرا إلى أن الثقة تعززت بفعل الصيف القوي.
أوليري، المعروف بتفاؤله، مبتهج بشكل خاص على الرغم من انهيار المحادثات مع “بوينغ”. قال للمستثمرين أخيرا إن أسطول الشركة الجديد من طائرات “بوينغ” سيساعد في إحداث تغيير ملموس في النمو. تتوقع “رايان إير” أن تنقل بحلول آذار (مارس) 2026 ركابا أكثر مما كان متوقعا في السابق.

مع ذلك، انتعاش الحركة الجوية لا يزال غير مؤكد. بعض شركات الطيران الأمريكية الكبرى كشفت الشهر الماضي عن تباطؤ في الطلب، وألقت باللوم على الحالات المتزايدة من المتحور دلتا سريع العدوى.
حذر سلاتري، من “أفولون”، أيضا من أن الأمر على أساس عالمي سيستغرق “على الأقل عامين آخرين حتى أشعر أننا تجاوزنا الأسوأ فعلا”.

 

المصدر: الاقتصادية

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق