الحرائق تنذر بكارثة بيئية في اليونان
واصلت عناصر الإطفاء جهودها لليوم الثالث على التوالي أمس لإخماد أول حريق كبير تشهده اليونان هذا العام، الذي وصفه الخبراء بأنه “كارثة بيئية ضخمة” في منطقة الموائل الطبيعية المحمية في يرانيا غرب أثينا.
وأفاد ستيفانوس كولوكوريس، قائد جهاز الإطفاء، قناة “آنت1” التلفزيونية بأن “الحريق المشتعل في سلسلة يرانيا الجبلية على مسافة 90 كيلو مترا غرب العاصمة من بين أكبر الحرائق منذ 20 إلى 30 عاما، وجاء مبكرا في الموسم”.
وتشهد اليونان حرائق غابات كل صيف، يزيد الطقس الجاف حدتها والرياح العاتية ودرجات الحرارة التي ترتفع عادة إلى ما فوق 30 درجة مئوية بكثير.
وقد تنتج الحرائق عن نيران طبيعية، أو عن فعل إجرامي بقصد المضاربة العقارية، أو عن الإهمال.
ولفتت فرق الإنقاذ إلى أنه إذا كان تحسن الأحوال الجوية قد مكن من السيطرة على الجبهة الرئيسة للحريق، “فلا تزال هناك عدة بؤر نشطة ومتباعدة” السبت في سلسلة يرانيا شمال برزخ كورنث.
وأفاد جهاز الإطفاء بأن أكثر من 270 عنصر إطفاء، مدعومين بـ16 طائرة، والجيش يشاركون في إخماد الحرائق.
ويحافظ الإطفائيون على حذرهم لاحتمال اشتعال النار مجددا في هذه الجبال الوعرة.
ولن يتضح حجم الأضرار، خصوصا بالنسبة إلى المزارعين، إلا عند السيطرة على الحريق تماما، وفق ما أفاد جهاز الحماية المدنية. لكن الخبراء والمنظمات يتحدثون عن “كارثة بيئية ضخمة”، كما عنونت صحيفة “أفجي” أمس.
وأفاد يوثيميوس ليكاس، أستاذ إدارة الكوارث البيئية في جامعة أثينا، بأن الحرائق أتت على أكثر من 55 كيلو مترا مربعا من غابات الصنوبر وغيرها من الأراضي، علما بأن بعضها زراعية.
وصرح لقناة “إي آر تي” التلفزيونية: “إنها كارثة بيئية تستدعي بذل الجهود لتجنب حدوث انزلاقات أرضية وفيضانات فظيعة خلال فصل الخريف”.
وحاول متطوعون من جمعيات الرفق بالحيوان الجمعة مساعدة الحيوانات المصابة أو المحروقة أو التي تعاني الجفاف من خلال التزويد بالإسعافات الأولية والمياه والأغذية.
ولفتت مجموعة “سيزر برادايز” إلى العثور على طيور وسلاحف وقنافذ برية، وأيضا على كلاب وقطط، متفحمة.
وأعلنت منظمة “أنيما” اليونانية غير الحكومية عن “القلق” من تداعيات الحريق الذي وقع “في الربيع، عندما تكون الحيوانات قد وضعت لتوها صغارها”.
وأوضحت عبر شبكات التواصل الاجتماعي “يتعذر على حديثي الولادة الجري أو الطيران”.
كما أطلقت منظمة “دبليو دبليو الف” غير الحكومية عريضة تدعو “الدولة إلى اتخاذ إجراءات جادة لمنع حرائق الغابات”. وجمعت نحو 3300 توقيع في غضون ساعات قليلة.
وجاء في شعار هذه الحملة أن “الكفاح من أجل الوقاية اليوم سينقذ غاباتنا غدا”.
وتعرض المنظمة، على وجه الخصوص، توفير معلومات للسكان عن اندلاع الحرائق ووضع خرائط غابات وإدارة مشكلة النفايات المحترقة بشكل أفضل في مناطق معينة وتحليل أسباب الحرائق على المستوى المحلي ووضع خطة عمل وطنية.
تعليقات الفيسبوك