البريطانيون مستعدون للعمل من المنزل بعد كورونا

العالم بعد «كورونا» لن يبقى كما كان قبله، فهناك تغيرات كثيرة في نمط الحياة تسبب الوباء فيها، ويبدو أنها ستبقى مطبقة حتى بعد القضاء على الفيروس.

مشاهد الازدحام اليومية في ساعات الصباح والمساء عند ذهاب الموظفين وعودتهم من أماكن عملهم، والتي غابت طوال العام الماضي، لا يتوقع أن تعود بنفس الحجم مرة أخرى بسبب الرغبة المشتركة بين الموظفين وأصحاب العمل على الاستمرار في نهج العمل من المنزل.

أحدث استطلاع للرأي أجري في بريطانيا، أظهر أن 91 في المئة من البريطانيين يريدون مواصلة العمل من المنزل حتى بعد انتهاء جائحة كورونا، في حين فضل 9 في المئة فقط العودة إلى مكاتبهم وأماكن عملهم.
أسباب متعددة تقف وراء رغبة البريطانيين في مواصلة العمل من المنزل بشكل دائم، حيث قالت بريسكيلا أديواين الموظفة في شركة تكنولوجيا معلومات بلندن لـ «البيان» إنها تعتقد أن العمل من المنزل يوفر لها الكثير من الوقت الضائع خلال التنقل من البيت إلى المكتب، كما أنه يساعد على التركيز بسبب «قلة الأشخاص الموجودين من حولك».

بينما عبرت ليزا جونسون المساعد القانوني عن رغبتها في مواصلة العمل من المنزل ،لأنه يحافظ على الصحة والوقت كما أنه يوفر الأموال التي يتم صرفها على الملابس والمواصلات ووجبات الطعام، مضيفة إن المنزل يوفر بيئة عمل أكثر استرخاء من المكتب، ويمكن الموظفين من قضاء وقت أكثر مع أسرهم وحيواناتهم الأليفة.

مواقف أصحاب العمل اتفقت مع الموظفين حيث قال كيم أندرو المسؤول عن مكتب تداولات مالية: إن العمل من المنزل زاد من كفاءة وانتاجية الموظفين، ومن جانب آخر ساعد على تقليل النفقات بشكل واضح، بسبب قيام مئات الشركات في بريطانيا بعدم تجديد فترة استئجار مقراتها، أو تقليل عدد المكاتب المستأجرة لعدم الحاجة لها.

بعض الشركات التي اتخذت قرار استمرار عمل موظفيها من منازلهم قامت بعقد دورات لتدريب العاملين لديها على تقنيات الأمن الإلكتروني، للتأكد من أن العمل عن بُعد لا يتسبب في ضعفهم أمام التهديدات الإلكترونية أو الاحتيالات.

في ظل عدم وجود قيود حكومية أو قانونية على طريقة العمل في حال عدم مخالفته لقواعد السلامة العامة والحقوق فإن المؤشرات والاستطلاعات توضح أن بريطانيا تسير بشكل سريع نحو تقليل حجم الشركات ومقراتها إلى الحد الأدنى ودعم فكرة العمل من المنزل.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق