“بيتكوين” يقفز نحو 500%

قفزت أشهر عملة مشفرة “بيتكوين” إلى مستوى قياسي جديد أمس قرب 23500 دولار، مسجلة 23447 دولارا للوحدة.
ووفقا لتحليل وحدة التقارير في صحيفة الاقتصادية، تصل ارتفاعات العملة التي تستحوذ على نصيب الأسد من العملات المشفرة، 226 في المائة منذ مطلع العام، مرتفعة بما قيمته 16251 دولارا عن مستوياتها المسجلة لنهاية العام الماضي عند 7196 دولارا.
كما صعدت “بيتكوين” 486 في المائة “ما يعادل 19446 دولارا” منذ تفشي جائحة كورونا، حيث كان سعرها 4001 دولار في 13 مارس الماضي.
وصرح سكوت مينيرد كبير مسؤولي الاستثمار لدى “جوجنهايم” في حديث مع “بلومبيرج” قائلا، إن ندرة البيتكوين جنبا إلى جنب مع طباعة النقود بصورة كبيرة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، تعني أن العملة الرقمية يجب أن ترتفع في النهاية إلى نحو 400 ألف دولار.
وأصبح المستثمرون يهتمون بالعملات المشفرة، خاصة “بيتكوين”، ويخصصون لها جزءا من محافظهم الاستثمارية، ما يرجح أن السوق الصاعدة ستسيطر على العملة، كما أن الاعتقاد المتزايد بأن عملة “بيتكوين” ستكون بمنزلة تحوط فاعل ضد الارتفاع المحتمل للتضخم يدعم سعرها.
ويأتي ذلك خاصة أن الحكومات في دول العالم تزيد من معدلات الإنفاق بتريليونات الدولارات في غضون أسابيع، لتمويل برامجها التحفيزية، التي تهدف إلى تخفيف الضرر الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا.
والعملات الافتراضية المشفرة لا تملك رقما متسلسلا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
وكان غموض سوق العملات المشفرة يثني بعض المستثمرين، مثل صناديق التحوط والحسابات العائلية، لكن تشديد الرقابة ساعد على تهدئة تلك المخاوف.
وجعلت الجائحة العملات المشفرة تبدو أبعد من كونها دعاية رقمية خالصة، حيث اشترى كثير من الأشخاص عملة “بيتكوين” بكميات كبيرة، خوفا من أن تخفض البنوك المركزية، التي يقودها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قيمة عملاتها، وزاد سعرها أكثر من أربعة أضعاف منذ آذار (مارس)، ما يجعلها أحد أهم الاستثمارات في 2020.
واستجابة لعمليات الإغلاق بسبب كوفيد – 19، كان المسؤولون الأمريكيون واثقين بأنه يمكنهم طباعة الدولار بكميات غير محدودة دون تقويض وضع العملة الاحتياطية، ما يسمح للبلاد بالاستمرار في إدارة العجز الضخم دون عواقب واضحة.
ومنذ إطلاقها في 2009، سعى مخترعو عملة “بيتكوين” إلى ترسيخها، بعدها “ذهبا رقميا”، ومخزن قيمة موثوقا به يوفر ملاذا آمنا في الأوقات العصيبة. لكن المتشككين يجدون صعوبة في الشعور بالأمان في الاستثمار في أحد الأصول شديدة التقلب: انفجرت آخر فقاعة “بيتكوين” منذ أقل من ثلاثة أعوام، ولا تزال تقلبات سعرها اليومي أكبر من الذهب أربع مرات.
المتشككون يجدون، خصوصا بين الذين لم يكبروا مع التكنولوجيا الرقمية، أنهم يميلون إلى تفضيل الذهب الذي ظل الناس لمئات الأعوام يشترونه على أنه حماية من تراجع العملات القياسية.

المصدر: الاقتصادية

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة