الرياض تقفز 18 مركزاً لصدارة المدن الذكية في العالم

سجلت الرياض مؤشراً تنموياً إيجابياً على المستوى العالمي إذ قفزت 18 مرتبة دفعة واحدة في المؤشر الدولي الصادر عن تقرير المعهد الدولي للتنمية الإدارية للمدن الذكية، لتصل إلى المرتبة الـ53 بين 107 مدن حول العالم، متقدمة بذلك على عواصم عالمية عريقة مثل طوكيو، وباريس، وروما.

وعالمياً احتلت كل من سنغافورة وهلسنكي وزيوريخ صدارة المؤشر في عام شهد تراجعاً في أداء العديد من المدن الأوروبية، بسبب توابع جائحة كوفيد – 19، وتأثيرها على حياة السكان في تلك المدن.

ويرتكز المؤشر على كيفية إدراك السكان لنطاق وتأثير الجهود المبذولة لجعل مدنهم “ذكية”، وتحقيق التوازن بين “الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية” مع الأخذ بعين الاعتبار “الأبعاد الإنسانية”. ويسعى التقرير إلى أن يكون مرجعاً وأداة للعمل على بناء مدن شاملة، ذكية، وديناميكية، إلى المساهمة في سدّ الفجوة بين تطلّعات واحتياجات السكان، والتوجهات السياسية في طريقة بناء المدن، وفقا لما نقلته “صحيفة الشرق الأوسط”.

وأحرزت العاصمة السعودية الرياض تقدماً في غالبية المؤشرات ومنها سلاسة الوصول إلى الخدمات الطبية والثقافية، ومدى توافر فرص التعلم مدى الحياة من قبل المؤسسات المحلية، وسهولة الوصول إلى قوائم وفرص عمل من خلال الإنترنت، وجودة تدريس المهارات الإلكترونية في المدارس. بالإضافة إلى ذلك، أشاد سكان الرياض، وفق بيان رسمي صدر عن المؤشر، بالخدمات الإلكترونية التي تقدمها الحكومة، والتي سهّلت بدء الأعمال التجارية الجديدة، ومعالجة الوثائق الحكومية وخدمات الهوية عبر الإنترنت، الأمر الذي قلل من أوقات الانتظار.

ويلفت البروفسور أرتورو بريس، مدير مركز التنافسية العالمية التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية إلى أن أداء الرياض جاء نتيجة ما طبقته من تحسينات تمثل مثالاً يُحتذى به، مستطردا “أحرزت الرياض تقدماً كبيراً في أدائها هذا العام متجاوزة مدن مثل طوكيو وروما وباريس وبكين، الأمر الذي يعتبر رسالة قوية مفادها أن الرياض قطعت شوطاً كبيراً في الطريق الصحيح لتطوير وتحسين نوعية ومستوى حياة مواطنيها”.

وأضاف بريس أن “التطورات التي طُبقت في الرياض على مدى الاثني عشر شهراً الماضية تُشكل مثالاً يحتذى به، ودرساً تستفيد منه المدن الأخرى لتصبح أكثر ذكاءً، وتلبية لمتطلبات سكانها”.

ويعتمد المؤشر على دراسة مسحية شملت مئات المواطنين من كل المدن الـ109 خلال شهري أبريل ومايو من عام 2020 حيث طرحت أسئلة حول الجوانب التكنولوجية للمدن في خمسة مجالات رئيسية؛ وهي الصحة والسلامة، والتنقل، والأنشطة، والفرص، والحوكمة. ويتضح من نتائج هذا العام أن مناهج تسخير التكنولوجيا تتباين أكثر من أي وقت مضى، حيث إن إدارة وباء كورونا المستجد بات الأمر الأكثر أهمية في السياسة المحلية.

ويرى البروفسور بريس، أنه لا يمكن تجاهل تأثير التكنولوجيا في التعامل مع الجائحة، مشيرا إلى أن المدن ذات التكنولوجيا الأفضل نجحت في إدارة أزمة الجائحة وتوابعها بشكل أفضل.