أول وزير كفيف في تونس
بداية تحدّي الزيدي في مدارج العلم كانت في مسقط رأسه مدينة تاجروين التابعة لمحافظة الكاف شمال تونس، عندما فقد بصره في سنّ الثانية من عمره، وانتقل به والده إلى العاصمة تونس، حيث بدأ دراسته في معهد المكفوفين، ووجد صعوبة كبيرة في التأقلم في محيطه المدرسي والاجتماعي، لكنّه أصرّ على المواصلة وأنهى دراسته الابتدائية بامتياز، لينتقل إلى معهد الكفيف بمحافظة سوسة لإكمال دراسته الإعدادية و الثانوية، وتوّجت هذه المرحلة بحصوله على شهادة الباكالوريا بامتياز ليتحوّل للدراسة الجامعية بالمعهد التحضيري للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية، ثم واصل الدراسة بدار المعلمين العليا بتونس، حيث تحصّل على شهادة التبريز في اللغة العربية كأوّل كفيف يحصل على التبريز على المستوى الوطني والعربي والإفريقي، لتنطلق مسيرته المهنية كأستاذ مبّرز في الترجمة والبلاغة بكلية الآداب والفنون والإنسانيّات بمحافظة منوبة وكباحث متخصص في العلوم البلاغيّة والتداوليّة وباحث أيضا في علم نفس الإعاقة، قبل حصوله على شهادة الدكتوراه شهر يناير 2019 في اختصاص البلاغة.
ويوصف الزيدي في جامعته بـ”طه حسين التونسي”، حيث تتشابه مسيرته إلى حد كبير مع مسيرة عميد الأدب المصري والعربي طه حسين الذي شغل قبل 7 عقود منصب وزير المعارف في مصر، كما أنّه إلى جانب مواهبه الإبداعية وثقافته الأدبية ومسيرته العلمية، فهو شاعر وعازف على العود ويشرف على عدّة أنشطة ثقافية موجهة إلى المواهب الشابّة.
وأثار اقتراح اسمه لمنصب وزير الثقافة في الحكومة القادمة عديد ردود الأفعال، بين مثمنين لتشريك ذوي الاحتياجات الخاصة في مناصب عليا بالدولة، وبين مشككيّن في قدرته على تحمّل مسؤولية واحدة من أهمّ الوزارات في البلاد.
تعليقات الفيسبوك