ضعف المهارات التكنولوجية يعيق تعافي الاقتصاد العالمي
حثّ خبراء رفيعو المستوى، من كل من “برايس ووترهاوس كوبرز” و”آي بي إم” والبرلمان الأوروبي، الشركات على الاستفادة من الفرص المتاحة بعد وباء كورونا وإعادة تقييم أولوياتها والتركيز على الاستدامة والمسؤولية المجتمعية كأولوية أساسية لأعمالها، جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية السابعة ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تقام بشكل أسبوعي تمهيداً لانطلاق المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع يومي 4 و5 سبتمبر/أيلول 2020.
وشدد الخبراء على أن ضعف المهارات التكنولوجية يعيق قدرة الدول على الاستفادة من الإمكانات الهائلة للتقنيات الرقمية ويهدد بعرقلة انتعاش الاقتصاد العالمي من الآثار السلبية لوباء كورونا.
أهمية التكنلوجيا الرقمية في تسيير الأعمال
واستهلت الجلسة بكلمة ألقاها رئيس مجلس الإدارة والشريك الأول لشركة “برايس ووترهاوس كوبرز”، هارالد كايزر، وتطرق فيها لأهمية إعادة تنشيط الاقتصاد العالمي وضرورة توجه شركات القطاع العام والخاص للاستثمار بقوة في تقنيات “التعلم العميق” وتدريب القوى العاملة على المهارات الرقمية.
من جهته، حذّر نائب الرئيس لدى شركة “آي بي أم”، غوليرمو ميراندا، من خطر اتساع الفجوة الرقمية وضعف المهارات الرقمية لدى القوى العاملة، وقال: “ساهمت المنصات الرقمية وتقنيات التحكم عن بعد في تقليل الأضرار التي أحدثها الوباء، ولا شك في أن هذه التقنيات ستلعب دوراً كبيراً في طريقة سير الأعمال في المستقبل، وعلينا وضع خطط مدروسة تهدف لتوجيه الموارد الحكومية نحو مجالات التعليم والتدريب المطلوبة”.
وأوضح عضو البرلمان الأوروبي، إنجين إروغلو”، أن الوباء سلط الضوء على أهمية التكنولوجيا الجديدة في تسيير الأعمال والنشاطات، مضيفاً أنه يتحتم علينا تطوير معارفنا وبذل جهودنا لتعزيز استخدامنا للموارد وتوظيف التكنولوجيا في تحقيق أهدافنا، وقد أصبحت هذه الحاجة ملحة بقوة أكبر بعد المصاعب التي تعرضنا لها جراء الوباء، لذا علينا وضع أطر عمل واضحة لتطوير قدراتنا ومعارفنا.
الواقع الجديد
وسلط الخبراء الضوء على الاضطراب الذي أحدثه الوباء، وأكدوا ضرورة أن تقوم الشركات باغتنام الفرصة لإعادة تقييم أولوياتها والنظر في إجراء تغييرات دائمة على كيفية عملها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، أدى التحول السريع بتبني العمل والدراسة عن بعد إلى التشكيك في الحاجة إلى السفر المتكرر في المستقبل.
وقال كايزر: “تعتبر الاستدامة وتغيّر المناخ من أكبر التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم، وصناعة السفر لها تأثير كبير على ذلك. ومع توجه الشركات لتعزيز الاستدامة والحد من الانبعاثات، فقد تقل وتيرة السفر وبالتالي المساهمة في تحقيق هذه الأهداف، ناهيك عن توفيرها للوقت والمال”.
وبحسب ميراندا، فلم يكن أي منا يعتقد بأن الأمور يمكن تسوء بهذا القدر، وقد أكد لنا الوباء هشاشة مجتمعنا وضعفه. وعلى الشركات استغلال هذه الفرصة للعب دور أكبر في تطوير المجتمعات وتعزيز استدامتها، مشيراً إلى أن عام 2020 سيُعرف بأنه عام الوباء، ولكنه سيعرف أيضًا بالعام الذي تعلمنا فيه كيفية العيش بطريقة مختلفة.
الركود يهدد قطاعي السيارات والطيران
وعند الحديث عن الأثر السلبي لوباء كورونا، صرح كايزر أنه من الصعب التنبؤ بالحجم الكامل لتأثير وباء كورونا، لكن شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” تتوقع تضرر الاقتصاد العالمي بنسبة تتراوح بين 8% و10%.
وتابع: “تعد صناعة السيارات من أقوى الصناعات في أوروبا، ولها تأثير كبير على كامل سلسلة التوريد. ونظراً لضعف ثقة المستهلكين، نتوقع أن يمتد الركود لفترة أطول. الأمر ذاته ينطبق على صناعة الطيران وبعض الصناعات الأخرى، خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار أن العمل عن بعد بات حلاً مقبولاً لدى الكثيرين”.
تعليقات الفيسبوك