قصة “الشُحنة الأخيرة” قبيل انفجار مرفأ بيروت
نجت شحنة ضخمة من القمح فرغتها سفينة بإدارة مصرية في ميناء بيروت، رغم الانفجار الهائل الذي ضرب المرفأ نتيجة اشتعال مستودع مواد كيماوية شديدة الاشتعال.
والشحنة التي تتكون من 5 آلاف طن قمح، تعد شديدة الأهمية بالنسبة للبنان حاليا، خاصة في ظل تلف مخزون القمح الموجود في جميع صوامع الميناء.
وكانت الصوامع تحتوي على 15 ألف طن من القمح وقت وقوع الانفجار وقد تلفت جميعها وفق ما أكد راؤول نعمة وزير الاقتصاد اللبناني.
وقال نعمة إن بلاده لم تعد تحتكم سوى على احتياطيات حبوب تكفي لأقل من شهر، وهو ما يشير إلى الأهمية الشديدة لشحنة السفينة المصرية.
وحسب فريد هاشم مدير عمليات شركة شحن، فإن السفينة “ميرو ستار” كانت تفرغ 5 آلاف طن من القمح الأوكراني في بيروت حين وقع الانفجار الضخم في الميناء.
وتابع: “لكن الشحنة في حالة جيدة”.
وأضاف هاشم أن سوريين اثنين من أفراد الطاقم على متن “ميرو ستار” أصيبا بجراح خطيرة وأن آخرين تعرضوا لإصابات، إذ أن السفينة كانت ترسو بالقرب من موقع الانفجار.
وكان وزير الاقتصاد اللبناني قال إن صومعة الحبوب في ميناء بيروت، وهي الصومعة الرئيسية في البلاد، قد دُمرت في الانفجار ليصبح لدى لبنان احتياطيات من الحبوب تكفي لأقل من شهر.
وأضاف نعمة في تصريحات لرويترز بعد يوم من الانفجار المدمر أن بلاده بحاجة إلى مخزونات تكفي لثلاثة أشهر على الأقل لضمان أمنها الغذائي وأنها تبحث عن مساحات أخرى للتخزين.
وكان هذا أقوى انفجار يهز بيروت، التي دمرتها حرب أهلية قبل ثلاثة عقود.
والاقتصاد في حالة انهيار بالفعل قبل الانفجار، مما أبطأ وتيرة استيراد الحبوب في الوقت الذي يواجه فيه لبنان مصاعب في توفير العملة الصعبة للمشتريات.
وقال نعمة “لا توجد أزمة خبز أو طحين.. لدينا مخزون كاف والسفن في طريقها لتغطية احتياجات لبنان على المدى الطويل”.
وأضاف أن احتياطيات الحبوب في صوامع لبنان المتبقية تكفي “أقل قليلا من شهر”، لكنه قال إن الصوامع المدمرة لم يكن بها سوى 15 ألف طن من الحبوب في ذلك الوقت، وهو أقل كثيرا من السعة التي قال مسؤول إنها تبلغ 120 ألفا.
وترك الانفجار منطقة الميناء وقد تحولت إلى حطام متشابك. وعطل ميناء الدخول الرئيسي للواردات التي يحتاجها لبنان لإطعام سكانه الذين يزيد عددهم عن ستة ملايين.
وقال أحمد تامر مدير ميناء طرابلس، ثاني أكبر موانئ البلاد، إن الميناء ليس مجهزا بمنشآت لتخزين الحبوب لكن من الممكن نقل الشحنات إلى مستودعات تبعد كيلومترين تقريبا.
وأفاد وزير الاقتصاد بأنه إلى جانب طرابلس، تم تجهيز موانئ صيدا وسلعاتا وجية للتعامل مع الحبوب.
وقال هاني بحصلي رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية “نخشى أن تكون هناك مشكلة كبيرة في سلسلة التوريد ما لم يكن هناك إجماع دولي لإنقاذنا”.
وأبلغت تمارا الرفاعي المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لرويترز من عمان أن وكالات الأمم المتحدة تجتمع اليوم الأربعاء لتنسيق جهود الإغاثة لبيروت.
واضافت “الناس فقراء للغاية، ويصعب على أي شخص بشكل متزايد شراء الطعام وحقيقة أن بيروت أكبر ميناء في لبنان تجعل الوضع سيئا للغاية … نحن ننظر إلى طرابلس ، لكنه ميناء أصغر بكثير”.
وقال نقيب مستوردي القمح أحمد حطيط لصحيفة الأخبار اللبنانية إن الاحتياطيات الحالية من الطحين كافية لتغطية احتياجات السوق لشهر ونصف، وقال إن هناك أربع سفن تحمل شحنات تبلغ في المجمل 28 ألف طن من القمح لم ترس في الميناء بعد.
وأبلغ مسؤول في وزارة الاقتصاد تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال الإخباري أن لبنان يسعى على الفور إلى نقل أربع سفن تحمل 25 ألف طن من الطحين إلى ميناء طرابلس.
تعليقات الفيسبوك