شنايدر إلكتريك توقع اتفاقية مع وزارة الكهرباء في مصر

اختارت الحكومة المصرية شنايدر إلكتريك، الشركة الرائدة في مجال إدارة الطاقة والتحول الرقمى، للقيام بتحويل شبكة توزيع الكهرباء الوطنية إلى شبكة ذكية جاهزة لمتطلبات المستقبل. وتشمل الاتفاقية، والتي تبلغ قيمتها 4.6 مليار جنيه (254 مليون يورو)، إنشاء 4 مراكز تحكم ستقوم بمراقبة وتحسين شبكة الكهرباء، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 12 ألف وحدة رئيسية للحلقة الذكية والتي سيتم تركيبها في جميع أنحاء الشبكة الوطنية. ويمتد الجدول الزمني للمشروع إلى 18 شهرًا، ويؤدي إلى إنشاء أول شبكة ذكية على الإطلاق على مستوى الدولة في الشرق الأوسط، والتي ستكون قادرة على تلبية احتياجات البلاد مع النمو السكاني المتواصل، وكذلك الاحتياجات الخاصة بالتنمية الصناعية.

وستستخدم شنايدر إلكتريك تكنولوجيا EcoStruxure Grid الخاصة بها لبناء شبكة ذكية مستقبلية تستخدم القوة الرقمية لأتمتة عمليات الشبكة وتحسينها، وستدار مراكز التحكم الأربعة بواسطة نظام إدارة التوزيع المتطور (ADMS) من شنايدر إلكتريك، والذي يراقب الشبكة ويتحكم فيها ويعيد تهيئتها من خلال الاستفادة من البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.

وصرح الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أنه تم وضع خطة لإنشاء وتطوير 47 مركز تحكم في شبكات توزيع الكهرباء موزعة على مستوى شركات توزيع الكهرباء بحيث تغطى كافة أنحاء الجمهورية بإجمالي تكلفة مبدئية تصل إلى حوالي 2 مليار يورو ويتم تنفيذها على عدة مراحل.

وأشار الوزير إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيات المختلفة التي تعرضها الشركات المتقدمة لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع وتعظيم المشاركة المحلية والوصول إلى أفضل العروض وأقل الأسعار.

وأضاف شاكر إن تنفيذ المرحلة الاولي يتزامن مع التقدم في أعمال تطوير الشبكات على مستوى الجمهورية حيث تصبح مهيئة لتحقيق الاستفادة القصوى من مشروع مراكز التحكم ويبدأ بعد ذلك تنفيذ المراحل التالية من المشروع بالإضافة إلى اكتساب الخبرات وتهيئة العاملين بهذا المجال وإعداد الكوادر الفنية المؤهلة والتي يمكن الاعتماد عليها لضمان نجاح المراحل التالية.

وبالإضافة إلى مراكز التحكم الأربعة، سيتم تركيب 12 ألف وحدة رئيسية للحلقة الذكية عبر منطقة جغرافية تشمل 10 من أصل 22 محافظة في مصر، والتي تساعد على تحسين توافر الطاقة من خلال الكشف عن أعطال الشبكة بمجرد حدوثها، ثم إعادة تهيئة الشبكة لضمان استقرارها. كما سيتم تخفيض تكاليف الصيانة، وذلك بفضل المستشعرات الذكية المدمجة والتي ستقوم بنقل البيانات إلى مراكز التحكم. وستقوم شنايدر إلكتريك بترقية 1000 نقطة توزيع ومحطات فرعية لتتمكن من توصيلها بالشبكة الذكية. وستتم حماية الشبكة بواسطة برنامج مدمج للأمن السيبراني.

وستساعد الشبكة الذكية الجديدة عند اكتمالها الدولة على تلبية احتياجاتها المستقبلية من الطاقة. وقد زاد استخدام الطاقة من خلال شبكة الكهرباء بنسبة 6.5% سنوياً خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2014. وكجزء من استراتيجية الدولة لتحقيق رؤية 2030، تعهدت الحكومة بأن تلبي كامل احتياجات البلاد من الطاقة، وذلك من اجل تعزيز النمو الاقتصادي والقدرات التنافسية الوطنية مع مواصلة تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة، بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة. وتستهدف الحكومة المصرية تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج الطاقة من مصادرها المتجددة، لتصل إلى20% من إجمالي الإنتاج بحلول عام 2022، وإلى 42% بحلول عام 2035.

هذا وستكون الشبكة الذكية الجديدة قادرة على إدارة مصادر الطاقة الموزعة وتحسينها، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب تمكين التكنولوجيات الجديدة مثل الشبكات المصغرة التي سيجري توصيلها بالشبكة الرئيسية.

والجدير بالذكر أن معظم المعدات التي سيتم استخدامها في المشروع سيتم تصنيعها داخل مصر، حيث ستكون من إنتاج مصنع شنايدر إلكتريك في مدينة بدر.

وقال كاسبر هيرزبرج، رئيس شنايدر إلكتريك لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “نحن فخورون للغاية بما نقدمه من إسهامات نحو مصر وشعبها ومسيرة التنمية التي تشهدها مؤكدا إن الشبكة الذكية ستكون بمثابة العمود الفقري لشبكة الطاقة في مصر طيلة العقود المقبلة، وستكون أيضا بمثابة ضمانة لتحقيق المتطلبات المستقبلية للبلاد في مجال الكهرباء، كما ستسرع من عملية تبني حلول الطاقة المتجددة في مصر، مشيرا إلى أن هذا المشروع من شأنه سيصبح مثالاً عالمياً يحتذى به فيما يتعلق بالتأثير الذي يمكن أن تحدثه الشبكات الذكية على مستويات الكفاءة والأمان والاستدامة”.