الاستثمار في الشركات الناشئة يغالب أزمة كورونا

أظهر تقرير صادر عن مؤسسة ماجنيت، التي تتبع وترصد بيئة الشركات، أن الشركات الناشئة بالمنطقة جذبت استثمارات بـ 659 مليون دولار خلال النصف الأول من العام 2020، بنسبة زيادة قدرها 35% عن النصف الأول من العام الماضي.

وجاء ذلك على خلاف التوقعات، التي كانت تشير إلى أن الاستثمارات في هذه الشركات، ستتراجع خلال تلك الفترة مثل باقي القطاعات الأخرى. وتمثل  الاستثمارات التي جذبتها الشركات 95% من إجمالي الاستثمارات خلال عام 2019 بالكامل.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة “ماجنيت”، فيليب باشوشي، إن التأثير الكامل لأزمة تفشي جائحة كورونا قد يتبلور بشكل أكثر وضوحاً خلال النصف الثاني من العام خاصة مع ارتفاع عدد الحالات المؤكدة في المنطقة، لافتاً إلى أن عملية تجميع رأس المال تستغرق في الأغلب مدة تصل إلى 6 أشهر، لذلك فإن معظم الصفقات التي تم استكمالها في الربع الأول من العام الجاري كان العمل بها قد بدأ قبل ذلك بفترة طويلة.

أقل عدداً

بلغ عدد الصفقات الاستثمارية 251 صفقة  خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 8% خلال الفترة ذاتها مقارنة بالعام الماضي. وتوزع الانخفاض على الأشهر ليبلغ في  مارس/ آذار  ( -66%)  وأبريل/ نيسان(-35%) مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي. ومع ذلك، يبدو أن الصدمات الاقتصادية الرئيسية لـجائحة كورونا قد خفت في الوقت الحالي، حيث شهد يونيو/ حزيران صفقات أكثر بنسبة 45% من الشهر ذاته من العام 2019.

الأرقام بالنسبة للدول

حصلت الإمارات العربية المتحدة على أكبر نسبة من التمويل في المنطقة بنسبة 59% من إجمالي قيمة الاستثمارات، بينما حصلت مصر على أكبر عدد من الصفقات بنسبة 25% من إجمالي عدد الصفقات. من جهة أخرى، شهدت المملكة العربية السعودية أكبر نسبة زيادة في الاستثمارات في الشركات الناشئة.

ومن بين دول المنطقة، استطاعت مصر والسعودية فقط زيادة حصتهما من قيمة إجمالي الاستثمارات في المنطقة في النصف الأول من العام مقارنة بالعام الماضي، بينما شهدت الأردن أكبر انخفاض في نصيبها من قيمة الاستثمارات الإجمالية في المنطقة.

استثمار في مجالات معينة

وفي ظل أزمة كورونا، اختار العديد من المستثمرين الاستثمار في الصناعات التي تشهد طلباً متزايداً في المناخ الحالي، مثل التجارة الإلكترونية والتكنلوجيا المالية، حيث أشار 27% من المستثمرين إلى أنهم قد حولوا تركيزهم إلى الصناعات التي تأثرت بشكل إيجابي من فيروس كورونا.

وللسنة الثالثة على التوالي احتلت التكنلوجيا المالية المرتبة الأولى من حيث عدد الصفقات في النصف الأول من عام 2020، وهو ما يمثل 16% من جميع الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تلتها التجارة الإلكترونية بنسبة 14%  والتسليم والنقل ( 10%) ، حيث شهد كل منهما قفزة في النشاط في الربع الثاني من عام 2020.

اتجاه نحو الركود

وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع 75% من المستثمرين أن تتجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو الركود الاقتصادي. لكن الشركات الناشئة كانت أكثر تشاؤماً، حيث توقعت 24% منها أن المنطقة تتجه نحو الكساد، مقارنة بـ 6% فقط من المستثمرين.

ومع ذلك، تتوقع غالبية الشركات الناشئة والمستثمرين على حد سواء أن تنتهي الأزمة في غضون 9 أشهر، حيث تتوقع 61% من المؤسسات الناشئة و 48% من المستثمرين أن تنتهي الأزمة بين الربع الرابع 2020 والربع الأول 2021.