ثلاث خطوات أمام مؤسسات الشرق الأوسط لتعزيز أمنها الإلكتروني

في الظل النمو المتزايد في عمليات الاحتيال الالكتروني والتهديدات الأمنية، والذي يتزامن مع انتشار فيروس كورونا، تقف شركات الشرق الأوسط أمام مفترق طرق لتعزيز أمنها الإلكتروني، من خلال اتباع خطة تتضمن: التوعية، وإجراء فحوص الاختبار، ووضع استراتيجيات بعيدة المدى.

وشهدت المؤسسات على المستوى العالمي ارتفاعاً في الاعتماد على أسلوب العمل عن بُعد بمعدّل 70% في الفترة ما بين فبراير/شباط إلى أبريل/نيسان الماضي بالتزامن مع الارتفاع الذي سجلته الهجمات الإلكترونية مثل محاولات التصيّد الإلكتروني، والتطبيقات والخرائط المزيّفة، وملفات فيروسات حصان طروادة وملفات المنافذ الخلفية، وغيرها، وذلك بحسب أحدث التقارير الصادرة عن “كاربون بلاك” من “في إم وير”.

وارتفعت هجمات برامج الفدية وحدها بمعدّل 148% ما بين فبراير/شباط إلى مارس/آذار من العام 2020، ونالت المؤسسات المالية النصيب الأكبر من هذه الهجمات.

وقال براج كالثورب، نائب المدير العام لدى “كوندو بروتيجو” – الشركة الرائدة في حلول البنى التحتية لتقنية المعلومات واستشارات إدارة المعلومات وتزويد الحلول، والتي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها: “سجلت الشركات في منطقة الشرق الأوسط إقبالاً متزايداً على تبني منهجيات العمل عن بعد في ظل أزمة جائحة فيروس كورونا، وبات من الضروري أن تكون حلول الأمن الإلكتروني هي الأخرى على أتم جاهزية كذلك. وتبرُز الحاجة لتحسين قدرات الحماية الإلكترونية في قطاعات مثل المؤسسات الحكومية، والبنوك والمؤسسات المالية، وقطاع الصناعة، وذلك بما يضمن سلامة واستمرار النشاط الاقتصادي”.

التوعية

بداية، لا بد للشركات من افتراض أنها هدف لمحاولات الاختراق والجريمة الإلكترونية. وفي حين تدرك الفرق المختصة بتقنية المعلومات هذه المخاطر، تقع على عاتقهم أيضاً مسؤولية توعية كبار المسؤولين وصناع القرار في مختلف مجالات العمل بدرجة خطورة هذه التهديدات وتأثيراتها المحتملة على فرص استمرار النشاط.

ومن الملاحظ مؤخراً رواج ظاهرة تولي بعض الأطراف تسهيل عمليات الاختراق من خلال نشر هذه الهجمات. إذ بات بعض مجرمي الإنترنت يقدمون عروض خدمات القرصنة والاختراق عبر السوق السوداء فيما يطلق عليه اسم “قرصنة كخدمة”. كما يجدر بشركات الشرق الأوسط أن تكون على دراية وتأهب لهذه التهديدات ومحاولات الاختراق عبر هجمات الهندسية الاجتماعية.

إجراء فحوص الاختبار

يتوجب على هذه المؤسسات أن تستعين بشركاء قنوات التوزيع لتقييم الثغرات والمخاطر المحتملة، وإجراء اختبارات فحص تساعهم في التعرف على نقاط الضعف في الأجهزة، والشبكات، وحلول التخزين المستخدمة التي يمكن استغلالها في تنفيذ أي من محاولات الاختراق هذه، ومن ثم العمل على استراتيجيات لتدعيم أمنها الإلكتروني. كما يمكن للمؤسسات فحص أية نقاط ضعف جديدة نتجت عن أسلوب العمل عن بعد بسبب فيروس “كوفيد-19”.

استراتيجية بعيدة المدى

لا غنى للمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط عن التعاون مع شركات تزويد حلول أو شركاء قنوات توزيع ممن يمتلك المعرفة والخبرة، والتعاون على وضع استراتيجيات أمن إلكتروني على المدى القصير، والمتوسط والبعيد، والتي يمكن أن تساعد مؤسساتهم على مواجهة هذه التهديدات المتجددة باستمرار.

وأضاف براج كالثورب:” بإمكان شركات في الشرق الأوسط إيجاد عروض خدمات أمنية مُدارة منخفضة التكاليف لكنها قادرة في الوقت ذاته على توفير العديد من المزايا الرئيسية. ولا بد للشركات من إدراك أثر هذه التهديدات الإلكترونية المباشر والمادي على تكاليف نشاط الأعمال، إضافة إلى التكاليف المعنوية على سمعة العلامة التجارية وما يمكن أن تلحقه من إضرار بثقة وتجربة العملاء قد يصعب إصلاحها”.