تأثير كورونا.. تباين توقعات كبار التنفيذيين للاقتصاد المحلي والعالمي

لا يزال الانخراط بأي نشاط اقتصادي مرهوناً بتبعات فيروس كورونا، وربما التأني والحذر وعدم الثقة هو سمة العمليات منذ أن بدأ المرض بالانتشار. ووفقاً لتقرير إرنست ويونغ (EY) حول مؤشر ثقة رأس المال العالمي، فقد تباينت آراء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط  حول أثر الفيروس على الاقتصاد العالمي والاقتصادات المحلية وعمليات الاندماج والاستحواذ.

وتوقع 77% من التنفيذيين الذين شملهم التقرير أن يكون تأثير جائحة كوفيد–19 شديداً على الاقتصاد العالمي، في حين توقع 25% منهم بأنها ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي

اختلاف التأثيرات حسب المنطقة

ومع ذلك، أبدى بعض التنفيذيين تفاؤلاً حذراً، مع وجود اتفاق عام بأن هذا التأثير سيختلف حسب المنطقة والقطاع. ومع تأثر قطاع الطيران والنقل في المنطقة بشكل كبير، وتعطل سلاسل التوريد والإنتاج العالمية، اتفق المشاركون في التقرير من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أن قطاعات مثل السياحة والضيافة، والسيارات، والتجزئة، والنقل، ستكون الأكثر تضرراً من الأزمة الحالية.

وعلى صعيد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، كان المستجيبون أكثر تشاؤماً حيال تأثير الجائحة، حيث توقع 88% و85% على التوالي تأثر الاقتصاد العالمي بشدة جراء تفشي كوفيد–19.

الاقتصادات المحلية

وعند السؤال عن توقعاتهم للاقتصاد المحلي، تحدث 35% من التنفيذيين في الإمارات و32% في المملكة العربية السعودية عن الاستعدادات للتعامل مع التأثيرات السلبية الكبيرة للجائحة. وفي مصر، توقع خُمس المشاركين فقط أن يكون لجائحة كوفيد–19 تأثير شديد على الاقتصاد المحلي، بينما توقع الثلث ألا يكون له أي تأثير على الإطلاق. وبشكل عام، اتفق نصف المشاركين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أن الوباء سيكون له تأثير طفيف على الأرباح والهوامش.

نشاط الاندماج والاستحواذ

على الرغم من انخفاض الثقة بشكل عام في عمليات الاندماج والاستحواذ، وانخفاض النسب المئوية مقارنة بالنصف الأول من عام 2019، إلا أن 62% من التنفيذيين في المنطقة ما زالوا متفائلين بتحسن سوق عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية على مدار الأشهر الـ 12 المقبلة. وعلى المستوى المحلي، أعرب التنفيذيون عن تفاؤلهم بالقدر ذاته، وخصوصاً أولئك الذين استجابوا في المراحل الأخيرة من فترة الدراسة.

وفيما يخص الفترة الحالية، توقع التنفيذيون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تباطؤاً في عمليات الاندماج والاستحواذ التقليدية، نظراً لتركز الشركات على تعزيز السيولة، وزيادة الكفاءة والتكلفة، والحفاظ على القيمة. ومع ذلك، من المتوقع أن يؤدي تفشي كوفيد–19 إلى تسريع وتيرة عمليات التكامل بين القطاعات وبيع الأعمال غير الأساسية التي تمتلكها الشركات التجارية العائلية.

وأفاد 54% من التنفيذيين أنهم يخططون لمتابعة عمليات الاندماج والاستحواذ بوتيرة نشطة على مدار الأشهر الـ 12 المقبلة، وهو أقل بقليل مما كان عليه الأمر قبل ستة أشهر فقط. ويتطلع 56% من التنفيذيين في الإمارات إلى متابعة عمليات الاندماج والاستحواذ خلال العام المقبل، مقارنة مع 45% في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وعلى النقيض، انخفضت هذه التوجهات في السعودية من 63% قبل ستة أشهر إلى 57% في هذا الاستطلاع. وعلى الرغم من أن التنفيذيين في مصر قد خفّضوا توقعاتهم لعمليات الاندماج والاستحواذ، إلا أن 49% منهم توقعوا نشاطاً في هذه السوق، إلا أن النوايا المتعلقة بهذه النشاطات لا تزال أعلى من المتوسط طويل الأجل البالغ 39%.

ومن بين الشركات التي شملتها الدراسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أفادت 45% منها باعتزامها استخدام عمليات الاندماج والاستحواذ لتعزيز قدرتها على التعافي من خلال عمليات الاستحواذ الاختيارية، و30% للصفقات التحويلية التي يمكن أن تحدث تحولاً جذرياً في أعمالها. وقد يجد الآخرون ممن لا يتمتعون برأس المال الجيد أنفسهم مجبرين على زيادة رأس المال من خلال عمليات تصفية الاستثمارات، سواء كان ذلك من خلال بيع المؤسسة بالكامل أو بيع حصص الأقلية.