في ظل كورونا.. مديرو الثروات أمام أسلوب عمل جديد
بعد الفترة الذهبية التي شهد فيها قطاع إدارة الثروات في منطقة الشرق الأوسط نمواً كبيراً، أكد تقرير صادر عن شركة الاستشارات الإدارية العالمية “أوليفر وايمان”، بالتعاون مع مؤسسة “مورغان ستانلي” للخدمات المالية والاستشارية أن تداعيات فيروس كورونا ستغير أسلوب عمل قطاع إدارة الثروات في المنطقة، وفرضت واقعاً جديداً للعالم يتطلب المرونة في التخطيط لرفع مستوى الأداء خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأشارت توقعات “أوليفر وايمان” قبل أزمة الفيروس، إلى نمو مستمر في الثروات بواقع 6% اعتباراً من العام 2019، إلا أن الأزمة ستؤدي إلى فقدان عام من نمو الثروة.
تراجع الثروات العالمية
في هذا الصدد، قال شريك في شركة “أوليفر وايمان” راجي سواغ: “شهدنا انخفاضاً في معدل الثروات الكبيرة الصافية العالمية بواقع 4%، ما يعادل 3.1 تريليون دولار، وهو تحول كبير عن مسار النمو السنوي المتواصل الذي تحقق في العقد السابق”.
وأضاف سواغ: “استفاد مديرو الثروات من نمو الثروة السنوي بنسبة متوسطة تزيد عن 8%، إلا أن فيروس كورونا فرض واقعاً جديداً، كما شهد القطاع تغيرات كبيرة على الرغم من أن مديري الثروات أثبتوا مكانتهم لتحقيق الأرباح للشركات خلال هذه الفترة. ولدفع هذا التحول، ستكون الرقمنة والعولمة من بين الأولويات العاجلة لشركات إدارة الثروات، والتي ستسمح للقطاع بالحفاظ على هوامش ربحه مع الالتزام بمواكبة توقعات العملاء سريعة التغير”.
ويشير التقرير إلى أن مديري الثروات استفادوا سابقاً من النمو الكبير الذي حققته الثروات الكبيرة الصافية للعملاء، وهو ما عوض تناقص هوامش الربح وحجب القصور الذي شاب نماذج التشغيل. ويحتاج مديرو الثروات بعد انتهاء هذه الموجة في المستقبل القريب إلأى ترسيخ مكانة أعمالهم بما يُحقق النمو على المدى الطويل في الواقع الجديد.
كيف ينجح مديرو الثروات
ويطرح التقرير مجموعة من النصائح التي تمكن مديري الثروات من النجاح خلال المرحلة المقبلة. ففي البداية يجب التكيف مع الواقع الجديد من خلال تطبيق نماذج جديدة لتقديم المشورة وتسريع القدرات الرقمية.
من جهة أخرى، تتطلب المرحلة دعم اقتصادات الأعمال بتوفير ميزة تشغيلية من خلال تبني منهجيات متطورة للتكلفة. كذلك من الضروري دمج الأسهم وتعزيز النمو من خلال توفير المنتجات المتنوعة والفرص “غير العضوية”.
في ضوء الرقمنة
وسلط التقرير الضوء على دور الاستخدام المتزايد للحلول الرقمية وما يتطلبه ذلك من مديري الثروات لإعادة تصميم نماذج أعمالهم وتسريع جهودهم للاعتماد على الرقمنة. ووفقاً للتقرير، سيظل عمل المستشارين محورياً لعلاقات العملاء، لكنهم بحاجة إلى دعم خبراتهم بقدرات رقمية قوية.
ولطالما كان الخيار التقليدي المفضل في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي على التعامل بشكل شخصي، إلا أننا شهدنا تغير في سلوكيات أصحاب الثروة من الفئة الناشئة أو الجيل الجديد منهم، وعلى الرغم من ذلك، فإن أكثر من 85% من المستثمرين من أصحاب الثروات الذين شملهم استطلاع أجرته شركة “أوليفر وايمان” قبل أزمة كورونا، أكدوا رغبتهم بالتحدث مع مستشار لإدارة ثرواتهم، في حين أشاد أقل من الثلث بالمشورات التي قدمها لهم المستشارون الرقميون.
واختتم سواغ قائلاً: “أبرزت اضطرابات السوق الناجمة عن الأزمة الحالية، أهمية دور المستشارين البشريين والوصول إليهم نظراً لتعقيد وتنوع وإلحاح طلبات العملاء خلال الفترة التي تشهد العديد من التغيرات السريعة”.
تعليقات الفيسبوك