التمويل الاسلامي قادر على دفع عجلة التنمية في القارة
قمة جيبوتي الدولية للمصارف الإسلامية في أفريقيا 2015
التمويل الاسلامي قادر على دفع عجلة التنمية في القارة
استضافت جيبوتي القمة الدولية للمصارف الإسلامية في أفريقيا 2015، والتي انعقدت في رعاية رئيس الدولة ورئيس الحكومة اسماعيل عمر جيله، وبدعم رسمي من مصرف جيبوتي المركزي، بهدف بحث الاستراتيجيات الجديدة للاستفادة من التمويل الإسلامي كوسيلة لتحفيز حركة التجارة والاستثمار بين أفريقيا والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وحضر القمة، وهي منصة مبتكرة جديدة أطلقها المركزي الجيبوتي بالتعاون مع شركة “إثيكو لايف” ما يزيد عن 300 من قادة القطاع من 27 دولة، والذين يمثلون أكثر من 70 شركة ومؤسسة عالمية وإقليمية؛ حيث تحدّثت 27 شخصية من رواد القطاع العالميين عن دفع عجلة التنمية الاقتصادية قدماً، والاعتماد على التمويل الإسلامي كوسيلة لتمتين أواصر العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول الافريقية ومنظمة التعاون الإسلامي.
نمو التمويل الاسلامي في جيبوتي
وفي اليوم الأول ألقى رئيس بنك شرق وجنوب أفريقيا للتجارة والتنمية أدماسو يلما تاديس، كلمة تمحورت حول مسيرة النمو الأفريقية والدروس التي يمكن استخلاصها منها والفرص التي تلوح في الأفق، لا سيما ضمن مجال التمويل الإسلامي في أهم الأسواق الإفريقية.
وقال تاديس: “ينتظر جيبوتي مستقبل زاهر بصفتها اقتصاداً ما زال في بداية مسيرته ومركزاً رئيسياً للخدمات، ولا يقتصر ذلك على المواصلات واللوجستيات، وإنما يشمل أيضاً الخدمات المصرفية والتمويلية، وأبرزها خدمات التمويل الإسلامي التي تحظى بإقبال متزايد في المنطقة؛ إذ أن النمو الاقتصادي المستقر والطلب المتزايد على التمويل في القارة، والمتزامن مع نمو التمويل الإسلامي عالمياً، سيتيح لجيبوتي فرصاً مميّزة كي تتحول إلى مركز هام للخدمات المصرفية والتمويل الإسلاميين، لا سيما في ظل الفجوات التي يعاني منها قطاع الوساطة المالية في المنطقة المحيطة. ولا شك في أن الاستفادة من هذه الإمكانيات تتطلب وجود إطارٍ مؤسسيٍ مدروس مع تفعيل قدرات الاقتصاد الكلي، وتوفير حوافز مناسبة، وإبرام شراكات ذكية بين القطاعين العام والخاص”.
وأعقبت هذه الكلمة الافتتاحية جلسة تضمنّت كلمة ألقاها حاكم مصرف جيبوتي المركزي أحمد عثمان.
الابتكار المباشر
شكّل “عرض الابتكار المباشر” أبرز ملامح القمة وأتاح للحاضرين فرصة التعرّف على أحدث الابتكارات والتطورات التي يشهدها قطاع التمويل الإسلامي في شتى أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي للسوق المالية الإسلامية الدولية (IIFM) إجلال علوي: “لقد مارس تطوير وتطبيق المعايير الدولية، لا سيما الأطر التنظيمية الخاصة بالعقود والمنتجات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة، دوراً محورياً في نجاح توسّع قطاع التمويل الإسلامي عبر الحدود؛ فهذه الجهود الرامية إلى توحيد السوق تساهم في ترسيخ أسس قطّاعنا ورفع مستوى شفافيته وكفاءته. وقد أرسى عمل السوق المالية الإسلامية الدولية عدداً من المعايير المهمة في مجالات أسواق رأس المال الإسلامية وتمويل الشركات وتمويل التجارة مما أكسب قطّاع التمويل الإسلامي مزيداً من الحيوية وعزّز ترابطه على المستوى الدولي”.
أضاف علوي: “أصبحت الجهود الهادفة لتوحيد المعايير أكثر أهمية من ذي قبل نظراً لتسارع نمو الأسواق في أفريقيا. وبصفتنا مؤسسة رائدة في وضع المعايير لتلبية الاحتياجات العالمية لقطاع الخدمات المالية الإسلامية، تبرز شراكتنا مع القمة التزامنا نحو القطاع الإقليمي والعالمي بتعزيز التنمية الاقتصادية وحركة الاستثمار والتجارة بين الأسواق الأفريقية وأسواق الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، من خلال خدمات التمويل الإسلامي التي تساهم في النمو المستدام لقطاع التمويل الإسلامي”.
مبادرة تهدف لدفع النمو
من جهته، اعتبر ديفيد ماكلين، رئيس “إثيكو لايف” أن القمة تشكل مبادرة جديدة تهدف للإجابة على الأسئلة الأكثر إلحاحاً، مثل تحديد السبل التي يمكن للمؤسسات متعددة الأطراف انتهاجها كي تدعم نمو التمويل الإسلامي في أفريقيا، والكيفيات التي تتيح للقطاع تأدية دور أكثر قوة في التنمية الاقتصادية على مستوى القارة الأفريقية ككل، فضلاً عن تعزيز فعاليته في اجتذاب مزيد من الاستثمارات إلى أفريقيا من منطقة الشرق الأوسط والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
ويشار إلى أن اليوم الثاني من القمة ركّز على الجوانب الفنية لتحقيق التقدّم في قطاع التمويل الإسلامي في أفريقيا من منظور التدريب العملي.
تعليقات الفيسبوك