كيف عاشت السياحة في مصر في ظل كورونا؟

مع مطلع العام 2020 كانت جميع التوقعات تشير إلى أن مصر ستعيش موسماً سياحياً استثنائياً على صعيد عدد السياح والإيرادات المتوقعة، مستفيدة من النمو الهائل الحاصل في العام السابق. ولكن قلب انتشار فيروس كورونا كل التوقعات، وترك أثره واضحاً على صناعة السياحة في مصر، التي تسعى جاهدة لإعادة النشاط وتقليل الخسائر قدر الإمكان.

أرقام قياسية في 2019

بحسب إحصائيات منظمة السياحة العالمية فقد عكس العام 2019 حالة التعافي السياحية في مصر، ووصل عدد السائحين خلاله إلى ما يقرب من 13 مليون سائح، قضوا 136 مليون ليلة سياحية، معظمهم أوروبيون (نحو 8 ملايين و381 ألف سائح).

وحقق القطاع خلال العام ذاته أعلى إيرادات في تاريخه لتتجاوز 13.03 مليار دولار، بما يفوق أعلى معدلاته السابقة في 2010 والبالغ 12.5 مليار دولار، ومقابل 11.6 مليار دولار في العام 2018، وفقاً لبيانات صادرة عن البنك المركزي المصري.

وضع مختلف تماماً

أكثر من 15 مليون سائح كانت تتوقع منظمة السياحة العالمية أن يزوروا مصر على مدار العام الجاري، بزيادة تبلغ نحو 15.38%، عن العام السابق.

ويرجع تعافي قطاع السياحة في مصر إلى استمرار حالة الاستقرار بجانب السياسات الحالية، وهو ما يعزز من جاذبية البلاد كوجهة سياحية، وفقاً لتصريحات أدلى بها المستشار الاقتصادي بمنظمة السياحة العالمية، سعيد البطوطي، مطلع يناير/ كانون الثاني 2020.

وأشار البطوطي إلى أنه من المتوقع أن تتخطى مؤشرات السياحة في مصر خلال العام الجاري، المعدلات القياسية التي حققتها في 2010، التي بلغ عدد السائحين خلالها نحو 14.7 مليون سائح، مؤكداً حينها أنه مع استمرار الاستقرار بجانب حزمة السياسات المصرية الحالية، سيتجاوز عدد السائحين لمصر حاجز الـ15 مليون سائح.

ولكن مع ظهور فيروس كورونا وإعلان مصر إيقاف  الرحلات الجوية ومعها حركة المسافرين في 19 مارس/ آذار، ثم تأجيل أحداث كبرى إلى العام القادم، بما فيها افتتاح المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة المصرية، عادت التوقعات لتأخذ اتجاهاً آخر.

وفي مطلع أبريل / نيسان توقعت وزيرة التخطيط المصرية، هالة السعيد، أن تصل إيرادات السياحة في السنة المالية الحالية 2019-2020 إلى نحو 11 مليار دولار، بدلاً من 16 مليار دولار كانت متوقعة قبل أزمة كورونا، أي بخسائر قدرها 4 مليارات دولار.

العودة بملامحها الأولى

لم تتضح بعد الخطوط العريضة لعودة السياحة وآلية التعامل مع السياح في ظل انتشار فيروس كورونا. ومع أن الحكومة المصرية سمحت بفتح بعض الفنادق أمام السياحة الداخلية في مايو/ أيار شريطة العمل بـ 25% من طاقتها الاستيعابية، ثم تزيد طاقتها إلى 50% اعتباراً من الأول من يونيو/ حزيران، إلا أنها لم تحدد زمناً معيناً لعودة السياحة الخارجية،  أي أن كل شيء على ما يبدو مرتبط بمدى انحسار المرض.

ومع ذلك وضع وزير السياحة خالد العناني خطة لإعادة استقبال السياح مجدداً، حيث أشار في مقابلة أجراها مؤخراً مع وكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن السلطات ستعلن شروط إعادة فتح الأماكن السياحية خلال الأيام المقبلة، لكنها ليست في عجلة من أمرها، مؤكداً أنهم سينتظرون  استقرار منحنى الإصابات.

وحدد وزير السياحة أولى المناطق السياحية التي سيعاد فتحها وهي: منتجعات البحر الأحمر وجنوب سيناء وشواطئ الساحل الشمالي، وسيتم قريباً إعادة فتح أهرامات الجيزة ومعبد الكرنك ومقبرة “توت عنخ آمون”، بحيث سيسمح لعشرة أشخاص فقط بالدخول في وقت واحد. أما المزارات السياحية الواقعة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل القاهرة، فسيتأخر إعادة فتحها إلى مرحلة لاحقة، بحسب العناني.

 

بقلم: عبد الله الرمة

فريق البنك والمستثمر