786 مليار دولار حجم ثروات النساء في الشرق الأوسط
تعيش الثروة النسائية في منطقة الشرق الأوسط حالة من الازدهار، حيث بلغت هذه الثروات نحو 786 مليار دولار أمريكي، ويتوقع أن يشهد العقد المقبل نمواً مضطرداً لها. وتظهر النساء في المنطقة أيضاً كقوة اقتصادية فاعلة توفر فرصاً وإمكانات هائلة في عالم الثروات ما يؤهلها لتحقيق مزيد من النجاح.
نمو كبير
وبحسب تقرير الثروات العالمية 2019 الصادر عن شركة بوسطن كونسلتينج جروب، وبناء على مراجعة شاملة لبيانات حجم السوق، فإن قطاعات الثروة النسائية في الأصول الخاضعة للإدارة (AuM) في وضع إيجابي.
ويتوقع التقرير أن تشهد الثروات النسائية نمواً في كل من الإمارات والسعودية لتبلغ 103 مليار دولار و224 مليار دولار أمريكي على التوالي، مع توقع نمو الثروة وفق معدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 8.3% و5.1% حتى عام 2023.
تأثير على مستوى المنطقة
وعلى الرغم من أن جائحة كورونا ترخي بظلالها على الأوضاع الاقتصادية حول العالم، إلا أن التوقعات ما زالت إيجابية فيما يتعلق بالنمو المستمر والمتسارع للثروات في المستقبل، حيث ستسهم الثروات النسائية بقوة في تعزيز نمو الثروات عبر المنطقة خلال السنوات القادمة.
وترتكز التوقعات المتعلقة باستمرارية النمو، إلى احتمالية حصول صدمة اقتصادية نتيجة الانتشار واسع النطاق للجائحة، والتي سينتج عنها بالتالي انحسار في الإيرادات، يتلوه ازدهار في الثروات. وستتمكن معدلات النمو السنوية، من استيعاب التأثيرات الناجمة عن الصدمة الاقتصادية، ما يساهم بالتالي في استمرار تسارع النمو.
واقع مشجع في الشرق الأوسط
تشير الدراسات إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد خلال الفترة القادمة معدلات نمو عالية للثروات النسائية، مع التوقع بارتفاع معدل النمو السنوي المركب بنسبة 9% بحلول عام 2023. ويعزى ذلك في المقام الأول إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي عبر المنطقة، فضلاً عن الإجراءات المستمرة لتحسين خدمات الرعاية الصحية والاهتمام بتعليم المرأة. وبينما يتساوى الإناث والذكور في معدل الالتحاق بالتعليم الأساسي والثانوي عبر المنطقة، تظهر الدراسات بأن نسبة الالتحاق بالجامعات من قبل الإناث تتفوق على نسبة الذكور في 15 إلى 22 دولة عربية. وعلى صعيد آخر، ارتفع شغل المرأة للمناصب القيادية بواقع 2.4% في الإمارات، في حين ارتفعت نسبة مشاركة النساء في مجالات ريادة الأعمال والقوى العاملة في المملكة العربية السعودية بنسبة 1% و0.5% على التوالي.
وقال المدير المفوض والشريك في شركة بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط، مصطفى بوسكا: تعتبر المشاركة في القوى العاملة، وتولي المناصب القيادية، والمساهمة في ريادة الأعمال، والتمكين الاقتصادي عناصر حيوية تساهم في تعزيز النمو والتطور الاقتصاديين، الأمر الذي يسهم بدوره في تعزيز نمو الثروات النسائية خلال العقد المقبل”.
ضرورة الاستفادة من دور المرأة
وترى المجموعة بأن المستشارين الماليين ومسؤولي إدارة الثروات يحتاجون لبذل المزيد من الجهود الهادفة للاستفادة من الفرص والإمكانات والأثر الذي تحققه المرأة، والاستثمار في الإمكانات والفرص الناجمة عن تعزيز ونمو الثروات عبر المنطقة. لذا ينبغي على مديري إدارة الثروات تركيز اهتمامهم على قضيتين غاية في الأهمية لضمان تمكين المرأة على النحو الأمثل:
أولاً، تعزيز ثقافة الإدماج عبر إعداد الفرق للمساهمة في إتمام عملية التحول الثقافي والتأسيس لبيئة متنوعة مع التركيز بالدرجة الأولى على العميل.
ثانياً، التركيز على الأفراد عبر اعتماد مقاربات شخصية مناسبة لكل فرد على حدة، وتصميمها على نحو مخصص لتتوافق مع الأهداف المالية والشخصية للأفراد.
واستطرد بوسكا قائلاً: ” يتوجب على مديري إدارة الثروات، العمل على إعادة تقييم الثقافة السائدة بشأن التعامل مع أصحاب الثروات والاستثمارات من النساء، وتخطي الحواجز التقليدية للتعامل مع الأفراد، واعتماد مقاربات استشارية متطورة ترتكز على تحقيق أهداف الأفراد واستخدام الأدلة، لضمان تحقيق النساء لكل ما تصبوا إليه في العقد المقبل”.
تعليقات الفيسبوك