كونتى يمنح قروضاً مدعومة لـ”فيات”

أكد رئيس وزراء إيطاليا جوزييى كونتى، موافقته على منح مجموعة فيات كرايزلر FCA الإيطالية الأمريكية، قروض مدعومة من حكومة روما لمساندتها نظراً لأن آلاف العاملين الإيطاليين يعملون فيها رغم أن مقرها القانونى يقع فى هولندا علاوة على أن تداعيات وباء كورونا امتدت من الصين إلى أوروبا وحتى أمريكا الشمالية.

وأعلنت هذا الأسبوع مجموعة FCA التى احتفلت العام الماضى بذكرى مرور 80 سنة على إنشاء مجمعها الصناعى ميرافيورى فى مدينة تورينو، أن وحدتها الإيطالية تتفاوض مع حكومة روما للحصول على قروض مضمونة من الحكومة بقيمة 6.3 مليار يورو (6.8 مليار دولار) لدعم صناعة السيارات الإيطالية التى تبلغ نحو 6.2 % من الناتج المحلى الإجمالى.

و تضم صناعة السيارات الإيطالية حوالى 10 آلاف شركة صغيرة ومتوسطة منها مصانع ومراكز أبحاث وتطوير ويعمل فيها أكثر من 55 ألف شخصا و200 ألف عامل فى شركات المكونات وقطع الغيار و 120 ألف شخصا فى المعارض ومراكز الخدمة.

وذكرت وكالة رويترز أن وباء كورونا اجتاح إيطاليا خلال الشهور الثلاث الماضية وقتل حوالى 32 ألف ضحية وأصاب ما يقرب من 225 ألف حالة لدرجة أنها باتت الثالثة على العالم بعد الولايات المتحدة و بريطانيا فى عدد الوفيات مما أدى إلى فرض حظر على حركة السكان و توقف المستهلكين عن شراء سيارات جديدة إغلاق المعارض ومنافذ البيع و إرغام المصانع على تجميد الإنتاج وعدم ذهاب العاملين لمصانعهم.

وقال كونتى إن مجموعة FCA تجرى حاليا مباحثات مع بنك إنتيزا سانباولو للحصول على سيولة مالية من خلال قرض مخصص لأنشطة المجموعة فى إيطاليا وإنها مؤهلة أيضا للتقدم لحكومة هولندا للحصول على قرض آخر إذا اقتضت الضرورة لأن مقرها القانونى فى لاهاى يسمح لها بذلك.

وتأتى موفقة رئيس وزراء إيطاليا على قرض لمجموعة FCA ضمن تدابير طارئة أقرتها حكومة روما لتوفير السيولة اللازمة للشركات التى تعرضت لخسائر هائلة بسبب التكاليف الثابتة التى تدفعها باستمرار نتيجة قرارات الحظر والإغلاق وتجميد الصادرات والواردات بسبب وباء كوفيد 19 المميت لدرجة أن الحكومة خصصت أكثر من 400 مليار يورو فى شكل سيولة نقدية وقروض بنكية لمساندة الشركات التى تعرضت لخسائر بسبب كورونا.

كانت مجموعة FCA بدأت فى نهاية أبريل الماضى تعيد تشغيل مصانعها بالتدريج بعد توقف معظم أنشطتها خلال فبراير ومارس ومعظم أسابيع الشهر الماضى مما جعلها تتقدم بالتماس للحكومة لتوفير السيولة اللازمة لاستئناف إنتاج السيارات التى تعد من أقوى الصناعات فى إيطاليا.

وأدى وباء كورونا أيضا إلى إعلان مجموعة FCA عدم منح المساهمين عوائد الأسهم عن العام الماضى والتى تقدر بحوالى 1.1 مليار يورو بسبب الخسائر التى تكبدتها هذا العام حتى الآن لدرجة أن تدفق السيولة النقدية لديها حاليا أصبح بالسالب ويقدر بحوالى 5 مليارات يورو انخفاضا من 18.6 مليار يورو فى نهاية الربع المنتهى فى 31 مارس الماضى.