زاهار: لاجئة من الروهينجا تروي مرارة اللجوء

بعينيها المثقلتين بالآلام، تحمل جول زاهار قصة تهجير وقمع واضطهاد لواحدة من أقلية الروهينجا المسلمة، ومن خلف هذه القصة آلاف الحكايات المريرة لقومية عانت ما عانته من خيبات الألم والقمع.

وتقول الأمم المتحدة، إن أقلية الروهينجا ظلت لعقود من الزمان تتعرض إلى القمع والاضطهاد، دون أن تلوح في الأفق أي بادرة تضع حلاً لهذه الأزمة المتفاقمة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي زار مخيمات كوكس بازار في بنغلاديش، قبل عامين، أزمة اللاجئين الروهينجا بأنها “كابوس على الصعيد الإنساني ومجال حقوق الإنسان”.

لجوء طويل

تبلغ زاهار من العمر 90 عاماً، وتعتبر خير مثال على هذه الأزمة الإنسانية. وبحسب ما نقله موقع الأمم المتحدة، ذاقت جول زاهار مرارة اللجوء ثلاث مرات في حياتها، حيث فرت لأول مرة عام 1978، ثم مرة أخرى في عام 1991، قبل أن يجبرها القمع على اللجوء إلى بنغلاديش في أغسطس/آب 2017، بعد إحراق قريتها، وهي تعيش الآن في مخيم كوتوبالونج، الذي يعد أكبر موقع للاجئين في العالم، إذ يضم نحو 600 ألف لاجئ من الروهينجا لجأوا إلى بنغلاديش هرباً من العنف في ميانمار.

وقالت زاهار: “سبب قدومنا إلى هنا هو التعذيب الذي مارسه ضدنا جيش ميانمار. كنا نأمل في أن نجد بعضاً من السلام هنا في بنغلاديش.”

وبرغم الوهن وضعف البصر، إلا أن أنها مازالت قادرة على أداء بعض الأعمال المنزلية اليومية في خيمتها التي تتشاركها مع تسعة آخرين من أفراد أسرتها.

أجيال في المنفى

عانى مسلمو الروهينجا عقوداً من القمع في ميانمار، فأربعة أجيال من عائلة زاهار يعيشون الآن في المنفى، كما يقول ابنها أولي أحمد: “كان عمري 18 عاماً عندما هربنا إلى بنغلاديش في المرة الأولى. عشنا في المخيمات لمدة أربع سنوات ثم عدنا إلى ميانمار. الآن، وبعد 25 سنة، ها نحن نعود مرة أخرى إلى المخيمات في بنغلاديش.”

حلم بالعودة

برغم تقدمها في السن، تحرص جول زاهار على المشي بضع خطوات يومياً. إذ إن ملامسة قدميها للأرض يذكرها بتراب ديارها، التي بالرغم من أنها تركتها خلفها لكنها ما تزال تحملها داخلها، مصممة على الاحتفاظ بها أملاً في العودة مرة أخرى.

وتختتم كلامها قائلة: “سأعود مرة أخرى إذا تحقق السلام في بلدي، فكل ممتلكاتي وبيتي هناك. أريد أن أموت هناك بسلام”.

 

المصدر: أخبار الأمم المتحدة