كيف تواجه الشركات الصغيرة تحديات الركود؟

تسعى الشركات الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط للصمود في وجه عاصفة كورونا التي تهدد الاقتصاد العالمي وتنذر بحالة من الركود. ويكمن السؤال الأهم، ما هو السبيل الأمثل لهذه الشركات لضمان قدرتها على البقاء والاستمرار في أعمالها؟ وللإجابة عليه يقدم نائب رئيس قطاع الشركات الصغيرة في شركة “سايج” الشرق الأوسط وإفريقيا، فيريش هاردوث، أهم النصائح للشركات الصغيرة لمواجهة الركود الاقتصادي.

أولاً: إدارة الدفق النقدي بشكل أكثر صرامة

إن أهم ما يضمن بقاء الشركات أثناء الركود هو مراقبة الدفق النقدي بشكل صارم. يجب إجراء تنبؤات دورية لتقدير حجم الأموال الواردة والخارجة، وهذا الأمر يساعد الشركة على التعامل مع الوضع بكفاءة بحسب الموارد المتوفرة.

في هذه المرحلة، يجب تجنب البيع الآجل خاصة إذا كان عليك تسديد ضريبة القيمة المضافة على دفعات للمزودين قبل أن يقوم العميل بتسديد قيمة الفاتورة. لكن إذا كنت تعمل في قطاع لا يمكنك فيه تجنب البيع بالدين (كتقديم الخدمات القانونية للشركات)، يجب التأكد من إمكانية استلام الدفعات عند استحقاقها.

ثانياً: خفض النفقات

إذا كنت تتوقع انخفاضاً في العائدات، فإن خفض النفقات طريقة فعالة للحفاظ على الربحية. مثلاً، يمكنك إدارة أعمالك بشكل افتراضي عبر الإنترنت إذا كنت تعمل في قطاع التسويق. فبدلاً من إنفاق الأموال على الاستئجار والوقود، يمكن توجيه فريق العمل والعملاء لاستخدام الأدوات المتاحة عبر الإنترنت.

ولا تنسَ كذلك مراجعة نفقات التشغيل اليومية. فمثلاً، هل ستتمكن من الاستمرار في تحمل نفقات الفطور الصباحية لفريق عملك، وهل تنفق على أغراض ومشتريات غير ضرورية؟

إن خفض عدد الموظفين يجب أن يكون ملاذك الأخير، مالم تكن شركتك متخمة بأعداد الموظفين غير المطلوبين أصلاً، وذلك لأن عملية التسريح قد يكون لها أثر سلبي على خدمة العملاء والروح المعنوية للفريق. كما ستواجه تكاليف إضافية للتوظيف والتدريب في المستقبل عندما تعود مرحلة النمو وتبدأ مجدداً باستقطاب موظفين جدد.

ثالثاً: التحول إلى قطاع منيع أمام الركود

إذا كان قطاع أعمالك الأساسي يعاني من الضغوطات، ابحث عن فرص أخرى لاستغلال مهاراتك وبنيتك التحتية لاستهداف أسواق منيعة أمام الركود. فمثلاً، إذا كنت تدير سوبر ماركت، يمكنك تقييم النقاط السلبية والإيجابية الناجمة عن العمل في قطاع الأطعمة المخفضة التي تباع بالجملة. وإذا كنت تاجراً للسيارات، يمكنك التركيز أكثر على قطاع الصيانة وبيع السيارات المستعملة عوضاً عن بيع السيارات الجديدة.

رابعاً: التركيز على خدمة العملاء

تذكر أن عملاءك يتعرضون للضغوطات أيضاً أثناء الأزمات، وسيفكرون ملياً قبل أن ينفقوا درهماً واحداً. إن أهم عامل يساعدك على تجاوز مرحلة الركود بسلام هو الحفاظ على أكبر عدد ممكن من عملائك وتزويدهم بالخدمة عالية الجودة.

حاول قدر الإمكان أن تحافظ على سوية جيدة لخدمة العملاء أثناء خفض النفقات. وإذا كنت تواجه خياراً صعباً بين الحفاظ على معاييرك العالية وتلبية المتطلبات السعرية التي يبحث عنها العملاء، كُن شفافاً في القرارات التي تتخذها وكيف ستؤثر على العميل.

مثلاً، إذا كنت تتوقع أسعار صرف ضعيفة من شأنها أن تؤثر على تكاليف منتجات العناية بالشعر التي تستخدمها في صالون الحلاقة الخاص بك، أخبر عملاءك أنك سترفع أسعارك أو ستتحول إلى استخدام منتج بديل أقل تكلفة. احرص على إتاحة خيارات مختلفة لعملائك وانظر أي هذه الخيارات هي الأكثر مناسبة للعميل.

خامساً: كن ذكياً في التعامل مع المبيعات والتسويق

تخطئ العديد من الشركات الصغيرة عندما تُوقف جميع عمليات التسويق أثناء فترة الركود. لكن الإيقاف القصير الذي يبدو أنه سيوفر في التكاليف سيؤثر مستقبلاً على المبيعات، لذا فإن الحفاظ على عمليات التسويق والمبيعات خلال الأزمات يساعد شركتك على تعزيز حصتها في السوق، خاصة وأن الشركات المنافسة قد تقوم بخفض نفقاتها في هذه الفترة.

قد يكون التركيز على استخدام القنوات الرقمية ذات التكلفة المنخفضة، مثل أدوات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، أفضل فعلياً بالنسبة إليك من الإنفاق على الإعلانات المطبوعة أو الإذاعية.