التوترات العالمية تنعكس سلباً على “النقل الجوي”
أظهرت بيانات صادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، حدوث تباطؤ في معدل النمو السنوي للطلب على الرحلات الجوية خلال عام 2019 قياساً بالنتائج المُسجلة عام 2018 والبالغة 7.3%، ليعتبر بذلك أول عام ينخفض فيه المعدل السنوي للطلب على الرحلات الجوية دون الاتجاه طويل الأمد والبالغ 5.5% منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009.
وعكست النتائج تراجعاً في النمو في مختلف المناطق حول العالم، حيث تأثرت حركة النقل الجوي بالاضطرابات والتوترات العالمية. وعن ذلك يقول المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي ألكساندر دو جونياك: “حققت الخطوط الجوية نجاحاً كبيراً بالحفاظ على نمو مطّرد خلال العام الماضي على الرغم من التحديات العديدة التي واجهتها، حيث أثّرت البيئة الاقتصادية الضعيفة وتراجع نشاط التجارة العالمية والتوترات السياسية والجيوسياسية بشكل سلبي على الطلب على الرحلات الجوية”.
الأسواق العالمية
- الشرق الأوسط: سجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط ارتفاعاً في معدل الطلب على الرحلات الجوية بنسبة 2.6% خلال 2019، ويعتبر معدّل الزيادة الأكثر بطئاً بين كافة المناطق قياساً بنسبة النمو البالغة 4.9% في عام 2018. ورغم ذلك، بدأ الطلب بالانتعاش خلال الربع الرابع من 2019، وتصدّر معدل النمو الشهري خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول كافة المناطق بنسبة 6.4%. كما ارتفعت السعة الإجماليّة السنوية بنسبة 0.1%.
- أوروبا: تأثرت المنطقة بتباطؤ النشاط الاقتصادي وتراجع الثقة بالأعمال، بسبب المنازعات الصناعية وحالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانهيار عدد من شركات الطيران، وهو ما أدى إلى تراجع النمو ليسجل 4.4%، بالمقارنة مع مُعدل النمو السنوي في عام 2018 البالغ 7.5%.
- آسيا والمحيط الهادئ: سجلت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ نمواً في حركة المسافرين بنسبة 4.5% خلال عام 2019، ما يُمثل انخفاضاً كبيراً بالمقارنة مع النمو المسجل في عام 2018 المقدر بـ 8.5%، ويعود ذلك إلى التأثيرات الناجمة عن الحرب التجارية وتراجع الثقة بالأعمال وضعف النشاط الاقتصادي.
- إفريقيا: استطاعت شركات الطيران الإفريقية أن تسجل أعلى معدل طلب على الرحلات الجوية بين كل المناطق بنسبة 5.0%، كما ارتفعت السعة بنسبة 4.5% وعامل الحمولة بواقع 0.3 نقطة مئوية ليبلغ 71.3%. واستفادت شركات الطيران في المنطقة من البيئة الاقتصادية الداعمة بشكل عام بالإضافة إلى التطور المتزايد في مجال الربط الجوي.
- أميركا الشمالية: تباطأ نمو الحركة الجوية خلال 2019 بواقع 3.9%، بانخفاض عن معدل النمو المسجل في عام 2018 (5.0%)، وذلك بسبب النشاط الاقتصادي الضعيف في الولايات المتحدة وضعف الثقة بالأعمال. كما ارتفعت السعة بنسبة 2.2%، وعامل الحمولة بواقع 1.3 نقطة مئوية ليصل إلى 84.0%، وهو ثاني أعلى معدل بين المناطق كافة.
بداية صعبة في 2020
وعن الأحداث التي جرت بداية العام 2020 قال دو جونياك: “واجه قطاع الطيران العديد من الصعوبات خلال عام 2019، وتابع تعثّره بالمزيد من التحديات والأحداث المأساوية مع بداية عام 2020، وكان أبرزها إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية “بي اس 752” في شهر يناير/كانون الثاني. فالطائرات التجارية تمثّل أدوات للسلام، وليست أهدافاً عسكريةً. ولتكريم ضحايا هذه المأساة، يجب مناقشة هذا التحدي مع الحكومات وأصحاب المصلحة. كما نعرب عن تعاطفنا مع الجرحى وعائلات الضحايا في حادثة تحطم طائرة الركاب خلال رحلتها ذات الرقم PC2193 في تركيا.
وتابع دو جونياك: “يمنح قطاع الطيران معايير السلامة الأولوية القصوى، ونتشارك الرغبة بفهم ظروف هذه المأساة والتعلم منها. ويتّجه تركيز الجميع اليوم نحو فيروس كورونا، واستناداً إلى التجارب السابقة مع حالات تفشي الأمراض، يمكننا القول بأن شركات الطيران مزودة بمعايير متطورة وأفضل الممارسات للحفاظ على سلامة المسافرين، كما تعمل شركات الطيران جنباً إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية وسلطات الصحة العامة في الجهود المبذولة للحدّ من تفشي هذا المرض بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية”.
تعليقات الفيسبوك