محافظو المصارف العربية لتشجيع الإبتكارات المالية
أكد مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية أهمية دراسة مقترح إنشاء مختبر تنظيمي لتشجيع الابتكارات المالية، كإطار جديد مقترح للتعاون والتجارب الإقليمية بين السلطات الإشرافية على مستوى المنطقة العربية لتشجيع إنشاء شركات التقنيات المالية.
عقد المجلس دورته الاعتيادية الثالثة والأربعين في 15 سبتمبر/ أيلول 2019 في العاصمة المصرية القاهرة، في رعاية رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي. وترأس الاجتماع، محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور زياد فريز رئيس الدورة الحالية للمجلس، وشارك فيه محافظو المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية.
“تعاون السلطات النقدية”
افتتح اجتماع هذه الدورة بكلمة ترحيبية من محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، وألقى الدكتور مصطفى مدبولي، كلمة في الجلسة الافتتاحية جدد فيها ترحيب مصر بالمشاركين. وسلطت الكلمة الضوء على جهود الإصلاح الاقتصادي والمالي التي تقوم بها السلطات المصرية. كما اشتملت الكلمات الافتتاحية على كلمة لرئيس الاجتماع، أبرزت الأهمية المتزايدة للتعاون والتنسيق بين السلطات النقدية في الدول العربية، مشيداً بالمواضيع التي يتناولها الاجتماع. من جانبه، تناول المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، في كلمته الافتتاحية انعكاسات التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية على الاقتصادات العربية.
وأكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامه “تخفيض التوقعات للنمو العالمي استناداً الى صندوق النقد الدولي، غير ان توجّه المصارف المركزية العالمية الى خفض أسعار الفوائد سينعكس انتعاشاً في اقتصادات دول المنطقة ولبنان لا سيما لناحية ارتفاع حجم السيولة. وقال “إن تحقيق الاصلاحات المرجوة سيمنح اقتصادنا عامل ثقة كي ينهض مجدداً وتدور العجلة الاقتصادية وينتعش القطاع الخاص اذ ان الثقة هي اساس الاقتصاد”. وناقش المجلس التطورات النقدية والاقتصادية والمالية الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الاقتصادات العربية. كما ناقش التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي بما في ذلك ارتفاع مستويات المديونية وتطورات التجارة العالمية. واستمع المجلس في هذا الإطار إلى مداخلة من صندوق النقد الدولي، حول اتجاهات التدفقات المالية العالمية. كما تطرقت المناقشات إلى سياسات أسعار الصرف.
“تعزيز قدرات المصارف”
وناقش المجلس، على ضوء الأهمية المتزايدة لمواضيع حوكمة المصارف المركزية التطورات المتسارعة والتوسع في مسئوليات المصارف المركزية. وأبرزت المداخلات أهمية تعزيز قدرات المصارف المركزية في دعم الاستقرار المالي، وتطوير إدارة المخاطر بما يتماشى مع المستجدات في القطاع المالي والمصرفي. وركزت مداخلات أعضاء المجلس على الفرص التي تقدمها العملات الرقمية في تعزيز الشمول المالي، ومكافحة الفساد وغسل الأموال، وتطوير أدوات الدفع الإلكتروني وتحسين إدارة السيولة، كما نوهوا بالحاجة لمعالجة المخاطر التي قد تنشأ، إضافة إلى دراسة التأثيرات المحتملة على السياسة النقدية، وأهمية التحضير المناسب، وبناء القدرات لدى البنوك المركزية التي ترغب بإصدار العملات الرقمية، وتطوير معايير فيما يخص الهوية الرقمية ومبادئ: اعرف عميلك، كذلك أكد المجلس على أهمية تطوير التشريعات المناسبة وتعزيز التنسيق الدولي في هذا الشأن.
“التفنيات المالية”
واستعرض المجلس أعمال وتوصيات اللجان وفرق العمل المنبثقة عنه، المتمثلة باللجنة العربية للرقابة المصرفية، وفريق العمل الإقليمي لتعزيز الشمول المالي في الدول العربية، وفريق عمل الاستقرار المالي، واللجنة العربية لنظم الدفع والتسوية، واللجنة العربية للمعلومات الائتمانية. ورحب المجلس بإنشاء مجموعة التقنيات المالية الحديثة، لأهميتها كمنصة تجمع أهم الأطراف والجهات ذات العلاقة بتنمية البيئة الحاضنة للتقنيات المالية، وأكد المجلس في هذا السياق، على أهمية دراسة مقترح إنشاء مختبر تنظيمي لتشجيع الابتكارات المالية، كإطار جديد مقترح للتعاون والتجارب الإقليمية بين السلطات الإشرافية على مستوى المنطقة العربية لتشجيع إنشاء شركات التقنيات المالية ولتعزيز بناء القدرات في هذا المجال. كذلك دعا المجلس المصارف المركزية العربية، إلى العمل على تعظيم الاستفادة من التقنيات المالية الحديثة. واستعرض المجلس مسودة الخطاب العربي الموحد الذي سيتم إلقاؤه باسم المجموعة العربية خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين. وجدد أعضاء المجلس تأكيدهم أهمية توفير المزيد من الدعم المالي للدول العربية. كذلك أكدوا دعوتهم مجدداً لتعزيز الشراكات بين المؤسسات المالية الدولية والصناديق والمؤسسات المالية العربية .
***********************************************************
مجلة البنك والمستثمر
العدد 226 تشرين الاول2019
تعليقات الفيسبوك