خفض الإنتاج بعد تنحية الخلافات
أوبك والمستقلون يتفقون على خفض الإنتاج بعد تنحية الخلافات
اتفقت منظمة أوبك في 30 نوفمبر/تشرين الثاني على أول خفض لإنتاج النفط منذ 2008 وبواقع 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من مطلع العام المقبل، ليتراجع إنتاجها إلى 32.5 مليون برميل في اليوم. وبعدها بأيام اتفق المنتجون المستقلون من خارج “أوبك، على خفض إنتاجهم اليومي بنحو 558 ألف برميل، عقب اجتماع لمنتجين من داخل المنظمة وخارجها.
ومن شأن الاتفاق إن تم، أن يخفض تخمة المعروض في الأسواق العالمية، ويقلص من حجم احتياطات الدول المستهلكة للنفط من كميات الخام لديها. إلى ذلك، قفز مزيج برنت أكثر من 9% متخطياً حاجز الـ50 دولار للبرميل مع توصل الرياض إلى حل وسط مع إيران وبعد موافقة العراق على خفض إنتاجه.
هذا الاتفاق الذي وصف بـ” التاريخي” جاء بعد مباحثات وشد وجذب بين كبار مصدري النفط في العالم، حيث قال عنه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح “أعتقد أنه يوم سار لأسواق النفط، ويجب أن يكون يوما سارا للاقتصاد العالمي”.
السعودية وروسيا طرفان أساسيان
لعب العملاقان النفطيان دوراً كبيراً في تمرير الاتفاق، فالسعودية أكبر مصدر للنفط داخل أوبك تخلت عن مطلبها بأن تقلص إيران إنتاجها، أما روسيا قبلت بالتخفيض بعد أن كانت تدعو فقط للتجميد.
وبالتعمق أكثر في دور البلدين، نقلت وكالة “سبوتنيك” عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله: أن القيادتين الروسية والسعودية لعبتا الدور الأساسي في التوصل إلى اتفاق تخفيض الإنتاج، وأكد نوفاك أن علاقات الثقة بين روسيا والسعودية هي ما سمح لموسكو بالموافقة على تخفيض إنتاج النفط بدلا من التجميد. وفي إطار التنفيذ العملي للاتفاق، نوه نوفاك أن روسيا ستخفض إنتاجها بمقدار 200 ألف برميل يومياً بحلول آذار/مارس المقبل، بعد ذلك سيصل التخفيض إلى 300 ألف برميل يوميا في نيسان/أبريل وأيار/مايو المقبلين.
بدورها ستتحمل السعودية نصيب الأسد، عبر خفض إنتاجها اليومي بواقع 486مليون برميل. كما أبلغت عملاءها الأمريكيين والأوروبيين أنها ستخفض إمدادات النفط الخام لهم اعتباراً من يناير/كانون الثاني، وقال مصدر مطلع أن تخفيض الإمداد لشركات التكرير الآسيوية سيكون أقل من أوروبا وأمريكا لأن المخزونات فيهما مرتفعة مقارنة بالآسيويين.
إيران والعراق
خلال الأشهر الماضية تمسكت الدولتان بمواقف ثابتة، ورفضتا جميع المقترحات لتخفيض الإنتاج. العراق ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك يريد تمويل حربه ضد داعش، وإيران تريد رفع إنتاجها إلى مستوى ما قبل العقوبات. هذا الأمور تغيرت جزئياً؛ فالعراق دخل في منظومة الاتفاق، ووافق على خفض إنتاجه بواقع 200 ألف برميل يومياً، كما قبل مستوى مرجعياً أقل للإنتاج تحدد عند 4.561 مليون برميل يومياً. ونقلت وكالة رويترز عن وزير النفط العراقي جبار اللعيبي قوله :أن العراق ملتزم بخفض الإنتاج امتثالاً لاتفاق عالمي لدعم الأسعار، وأضاف أن بلاده وافقت على تقدير أقل لمستوى الإنتاج لأنها ترغب في وحدة الصف داخل أوبك حتى تستعيد أسعار النفط والسوق العالمية توزانهما.
وفيما يخص إيران، يبدو أنها خرجت رابحة من اتفاق أوبك كما قالت وسائل إعلامها، حيث سُمح لها بزيادة إنتاجها قليلاً من مستواه في تشرين الأول/أكتوبر. وفي هذا الإطار قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه ” بات يتعين على جميع الدول داخل أوبك(باستثناء ليبيا ونيجيريا) خفض إنتاجها بواقع 4.5%، فيما يحق لإيران تعزيزه بواقع 90 ألف برميل يومياً”
جدير بالذكر أن 11 دولة من خارج أوبك وافقت على خفض الإنتاج وهي المكسيك وكازاخستان وماليزيا وسلطنة عمان وأذربيجان والبحرين والسودان وجنوب السودان وغينيا الإستوائية وبروناوي إضافة إلى روسيا.
مجلة البنك و المستثمر
العدد 193
كانون الثاني 2017
تعليقات الفيسبوك