أول منشأة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في المنطقة

أول منشأة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في المنطقة

 

أطلقت شركة أبوظبي لالتقاط الكربون “الريادة” أول منشأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري، حيث ستسهم في التقاط ما يصل إلى 800 ألف طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً ، كما يجري العمل على زيادة طاقتها الانتاجية  إلى 5 ملايين طن خلال الأعوام العشرة المقبلة. وتستخدم المنشأة، وهي  مشروع مشترك بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” وتم تطويره من قبل “الريادة”، غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مصنع “حديد الإمارات”، الأكبر من نوعه في دولة الإمارات، من أجل حقنه كبديل عن الغاز المشبع بالسوائل في حقول النفط في أبوظبي لتعزيز إنتاجها. وتعد هذه المنشأة واحدة من 22 مشروعاً لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق كبير في العالم، منها ما دخل حيز التشغيل ومنها لا يزال قيد التطوير، فضلاً عن كونها الأولى لالتقاط الكربون من مصانع الحديد والصلب والأولى في المنطقة. وبدأت عمليات إنشاء مشروع شركة الريادة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه الواقع في منطقة المصفح الصناعية في أبوظبي قرب مصنع “حديد الإمارات” في عام 2013، وبلغت تكلفة المنشأة  450 مليون درهم (122 مليون دولار).

تقنية تعزز انتاج الغاز

تعتبر “الريادة”، أول شركة في المنطقة تركز على تطوير مشاريع التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري. وستساهم هذه التقنية التي تم تطبيقها في أبوظبي في توفير المزيد من الغاز الطبيعي من أجل استخدامه في توليد الكهرباء وتحلية المياه وعدد من الاستخدامات الصناعية الأخرى، إضافةً إلى تعزيز استخراج النفط. وتعمل هذه التقنية وفق ثلاث مراحل؛ حيث يتم أولاً التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من موقع مجمع تصنيع حديد الإمارات، ومن ثم يتم ضغطه وتجفيفه. وتتضمن المرحلة الثالثة نقل غاز ثاني أكسيد الكربون عبر أنبوب يمتد تحت الأرض على مسافة 43 كم من أجل حقنه في حقلَي “الرميثة” و”باب” النفطيين التابعين لشركة أدنوك واستخدامه في عمليات “الاستخراج المعزز للنفط”.

ويعد افتتاح المنشأة إنجازاً آخر يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي حققتها “مصدر” خلال الأشهر الأخيرة، حيث كانت الشركة قد أعلنت في شهر أيار/ مايو  2016،  عن إتمام الترتيبات المالية لمشروع محطة “دادجون” الذي تطوره “مصدر”، وذلك بتأمين تمويل بقيمة 1.3 مليار جنيه إسترليني ( 1.6  مليار دولار) ؛  كما تم في شهر حزيران/ يونيو 2016، اختيار الائتلاف الذي تقوده “مصدر” لتطوير المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية؛ كما وقعت  الشركة  في شهر تشرين الأول/ اكتوبر  الماضي اتفاقية شراء الطاقة الخاصة بأكبر مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في المملكة الأردنية الهاشمية. يشار إلى أن شركة الريادة، وهي مشروع مشترك بين أدنوك (51%) و”مصدر” (49%)، تعتبر المرحلة الأولى من شبكة مشاريع التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على المستوى الصناعي، وتهدف الشركة إلى الحد من البصمة الكربونية في اقتصاد أبوظبي ودعم التوسع في قطاع توليد الطاقة منخفض الكربون. وتوفر تقنيات التقاط وتخزين الكربون طريقة فعالة لاحتجاز الكربون الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري ومنع اختلاطه بالهواء. وتوفر هذه التقنية إمكانية التقاط الكربون ونقله وتخزينه تحت الأرض، أو استخدامه في إنتاج مواد كيميائية وصناعية ووقود وغيرها من المواد العالية القيمة. كما أنها تعِد باحتجاز أكثر من 90% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون التي تطلقها محطات توليد الكهرباء والمنشآت الصناعية.
***************************
#مجلة_البنك_و_المستثمر
#العدد_192
#كانون_الاول_2016