أدير للتأمين: الأولوية للإستمرار وخدمة الناس

أدير للتأمين: الأولوية للإستمرار وخدمة الناس

أكد المدير العام لشركة “أدير” السورية للتأمين الدكتور باسل عزيز صقر، في مقابلة مع مجلة البنك والمستثمر، أن الشركة حققت ارباحاً، على رغم الصعوبات وقساوة الظروف نتيجة الأزمة في سورية. ورأى أن الاولوية اليوم هي للإستمرار والمحافظة على الكوادر، لافتاً الى الصعوبات المتعلقة بالعملة الوطنية جراء العقوبات المفروضة على سورية.

وفي ما يلي نص الحديث:

كيف تقيمون النتائج المالية خلال النصف الأول من العام الجاري، هل سجلتم أرباحاً؟

بالنظر إلى حجم الأزمة وقساوة الظروف، فإن النتائج مقبولة، لكن أكثر ما أثر في هذا الوضع هو انخفاض القدرة الشرائية لعملتنا الوطنية، ما جعلنا نعمل من دون نتائج، خصوصاً عندما تقيّم الأرباح استناداً إلى الدولار الأميركي، بل أكثر من ذلك، فرأسمال معظم الشركات تراجع وتآكل. ولكن أستطيع القول، من دون استخدام مؤشر القياس بالدولار، إننا حققنا أرباحاً، نتيجة جهد الشركة الاكتتابي والاستثماري في آن.

هل يشهد سوق التأمين السوري تحسناً وكيف عززت شركات التأمين من تواجدها رغم تداعيات الحرب على القطاعات الاقتصادية؟

أعود الى مقال نشر في مطبوعة لبنانية في تموز 2016 بعنوان: إرادة البقاء أقوى من الشدائد. شركات التأمين مستمرة في تقديم خدماتها)، حيث يقدم نظرة الآخر لسوق التأمين السورية، ويبين كيف أن هذه الشركات على رغم الظروف القاسية، مستمرة وباقية. ويقارن المقال الوضع الراهن مع الظروف التي عاشتها شركات التأمين اللبنانية سابقاً. وأستطيع القول أن الأرقام تظهر تحسناً ملحوظاً، فمعدل النمو في النصف الأول لهذا العام وصل إلى 25% ازدياداً، قياساً بالفترة نفسها من عام 2015، لكن مع الأسف أن هذا النمو يلتهمه التضخم الموجود نتيجة الأزمة. وقد حافظت شركات التأمين على معظم أعمالها، ومن خلال جهدها الدؤوب زادت من إنتاجها على رغم قلة الاستثمارات والمستثمرين في سورية. أما سبب حفاظها على أعمالها فيعود الى المرونة العالية التي تحكم قرارات الإدارة في الشركات وسرعة التعاطي ضمن هامش جيد من الصلاحية.

ما التحدي الأهم الذي ما زالت تواجهه شركات التأمين وله تأثير على أدائها؟

لن أتكلم عن صعوبات إعادة التأمين، فهي كثيرة، ولكن حتى الآن ما زلنا قادرين على المتابعة، وبدون أدنى شك، للمعيد الوطني دور رائد في تخفيف عبء وصعوبات الإعادة في هذه المرحلة. أما أهم التحديات التي نواجهنا وتنعكس على نتائجنا، فتتمثل في ارتفاع الأسعار، ولجوء جميع الشركات، إلى التنافس الحاد في ما بينها للظفر بالأعمال، وعدم قدرتنا كشركات تأمين من جهة أخرى على رفع أسعار بوالصنا، وذلك رغم ما ذكرته عن ارتفاع الأسعار العام والتنافسية. والمهم لنا في هذه الفترة أن نبقى نعمل ضمن مستوى معين من دون النظر إلى الأرباح كثيراً.

ما هي الخدمات التي تقدمها الشركة وماذا عن التأمين الصحي ؟

نقدم خدماتنا في كل فروع التأمين، والتأمين الصحي أحدها. والتأمين بفروعه جميعها يمتزج بالخدمة الاجتماعية، على رغم أننا شركات ربحية، وأساسه التضامن، فخصوصية التأمين كمهنة ومبادئه الرياضية التي يقوم عليها، تجعلك في حيرة، هل هذه الشركة للخدمة الاجتماعية، أم هي مؤسسة ربحية؟ أسوق مثالاً صغيراً، أن قسطاً لسيارة عادية لدينا قد لا يتعدى 150000 ليرة سورية، بينما قد يتعرض لحادث بمجرد خروجه من الشركة بعد تسديد القسط ويكلفنا أكثر من 1000000 ليرة في تعويض الحادث، وأحياناً أكثر بكثير، ومع ذلك نربح، إنها أسس الاكتتاب السليم والتطبيق الجيد لقواعد التأمين ومبادئه وأساسها قانون الأعداد الكبيرة، يضاف إليها استثمارات الشركات والتي قد تعوض الخسائر الفنية عندما تحصل.

هل تقوم الشركة بتأمين المنشآت الخاصة في القطاع العام مثل الطائرات والبواخر؟

ربما كان ذلك ممكناً سابقاً، أي قبل الأزمة، أما الآن فمن الصعب أمام المسؤوليات العالية للطيران أن تجد معيداً يقف الى جانبك، خصوصاً مع العقوبات المفروضة علينا، وأنت لوحدك لاتستطيع أن تتحمل شيئاً من هذه المسؤوليات. ولقد عرضت علينا المؤسسة العامة شيئاً من هذا القبيل، قد لا يكون للطيران أو للبواخر، ولكن لأشياء أخرى ورفضنا الاشتراك بها لعدم القدرة في الوقت الحالي، أما بالنسبة للبواخر فما زال ذلك ممكناً رغم صعوبته، وهنا أفهم البواخر أي أجسام السفن، لكن الأعمال في أجسام السفن قليلة ولم تعرض علينا سابقاً على رغم أننا سعينا إليها مراراً وتكراراً.

هيئة الإشراف على التأمين مسؤولة عن تنظيم سوق التأمين ما مدى التوافق بين ما تتطلع إليه شركات التأمين وما تقرره الهيئة، وما من أمور يجري الجدل حولها؟

إن الهيئة وعبر تاريخ هذه الأزمة منذ 2011 وحتى الآن كانت ميسّرة للعمل، وكانت تراعي وضع الشركات وتحاول قدر استطاعتها التخفيف عنا، وهنا أتوجه للهيئة بإدارتها السابقة وإدارتها الحالية، بإعتبار أن الإدارتين اشتركتا بالعمل خلال هذه الأزمة، بالشكر، حيث كان الهدف دائماً ضمن مبدأ، “ما دمت تعمل بأمانة ولخدمة هذا الوطن وفي ظل هذه الظروف فأهلاً وسهلاً”.  أما بالنسبة للأمور التي يجري الجدل حولها مع الهيئة، فلا نسميه جدلاً بمقدار ما هو طلب من الهيئة، خصوصاً موضوع الدولار الأميركي، سواء للحصة في رأس المال أو لجهة السماح بالشراء لأجل التحويل إلى معيدي التأمين، ما يسهّل على الشركة كثيراً من الصعوبات التي تعانيها في هذه الأزمة.

نشر الوعي التأميني بين الأفراد والمؤسسات، هل بات أكثر ضرورة في ظل الحرب ؟

بدون أدنى شك أنه ضرورة قبل الحرب و خلالها وبعدها، خاصةً أن الوعي التأميني لدينا منخفضن سواء قبل الأزمة أو خلالها. وقد تكون التغطيات التأمينية التي طرحتها شركات التأمين خلال الأزمة ساهمت في رفع الوعي، لجهة تغطية أخطار الإرهاب والحرب والشغب، أو ما يعرف بأخطار العنف السياسي، وربما نستطيع القول أن الظرف أيضاً أجبر الناس على شراء التغطيات الخاصة بالحرب، وربما بهذه الطريقة ساهم في رفع الوعي أيضاً. إن رفع الوعي التأميني، وربما تطويره، ضرورة دائمة، لأن التغطيات والابتكار فيها مستمر.

هل قاربت شركات التأمين احتياجات السوق التي فرضتها الحرب في سورية؟  

نعم، خصوصاً لجهة تغطيات الحرب والإرهاب، وقد بدأنا نبتكر تغطيات جديدة تحت عنوان تغطية أخطار الإرهاب، وهنا سأركز على “أدير” فهي إن لم تكن الأولى فمن أوائل الشركات التي طرحت هذا المنتج، وهي أول شركة قامت بحملة إعلانية حوله. طبعاً، كان مجال الحملة المناطق التي تتعرض لخطرالقذائف، فـ “أدير” عندما كان الضغط الإرهابي في ذروته على مدينة حلب وكانت القذائف الإرهابية تتساقط تباعاً، قامت بحملتها الإعلانية في ساحات وشوارع حلب، والتغطية المطروحة هي ضد أخطار الحرب والإرهاب.

ما أولويات شركات التأمين حالياً وكيف ترون آفاق صناعة التأمين في سورية ؟

الأولوية حالياً هي الاستمرار كشركة والمحافظة على كوادرنا، بما تعنيه كلمة محافظة من رفع المستوى المعيشي والوظيفي والتأهيلي أيضاً. أما بالنسبة لآفاق التأمين فعندما تضع هذه الأزمة أوزارها ولن تضعها إلا بعزيمة هذا الجيش البطل وعزيمة الشرفاء من مواطني هذا البلد، ستعود سورية قبلة في كل شيء، والتأمين أحد هذه المجالات، حيث ستبدو مساهمة الشركات جلية في اقتصادنا الوطني، عندما تبدأ مرحلة إعادة الإعمار،  وأختم بشعار “أدير بكرا أحلى“.

مجلــــة البنك والمستثمر
العــــدد 191 _ شهر تشرين الثاني 2016