طلبات الوظائف الجديدة عربياً تتخطى الأرقام العالمية
الرغبة في الوظائف الجديدة عربياً تتخطى الأرقام العالمية
تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إقبالاً متزايداً للحصول على وظائف جديدة من قبل المحترفين والمواهب، حيث تنوعت الرغبات والوسائل والطرق المستخدمة للوصول إليها، بالإضافة إلى وجود العديد من الصعوبات التي تواجه عملية التقديم، وفقاً لدراسة أجرتها شركة لينكدإن بعنوان ” اتجاهات المواهب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2016″.
وكشفت الدراسة عن أولويات الباحثين وعن الطريقة التي تخوّل الموظِّفين جذب المرشّحين والتنافس على أفضل المواهب.
الوظائف ودور الشركات
وأظهرت النتائج أنّ الجميع تقريباً مهتم بفرص العمل الجديدة، حتّى إنّ لم يسعوا إلى التغيير. ففي الإمارات وحدها قال 94% من المشاركين أنّ الاطلاع على وظائف جديدة “يهمّهم”. وأشار 51% إلى أنّهم “يبحثون حالياً عن أدوار جديدة”، وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 36%.
من جهته، قال رئيس حلول مواهب لينكدإن في جنوب أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا علي مطر: “تشهد سوق الوظائف في المنطقة تغيّراً جرّاء عدّة عوامل خارجية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، ومن الضروري أن تعيد الشركات تقييم إستراتيجية التوظيف التي تتّبعها، وأن تحرص على توافقها مع أولويات المحترفين اليوم. وأضاف “من المفيد جداً الاستثمار في قنوات للجمهور لإجراء البحث عن الوظائف قبل تقديم الطلب وتمكين الموظّفين من المساهمة في احتياجات التوظيف. كذلك، فإن الغوص في التفاصيل عن ثقافة الشركة وقيمها يلبّي رغبة الباحثين عن عمل في الاطلاع أكثر على فرصهم على المدى الطويل قبل الانتقال إلى منصب جديد”.
عوائق
وتطرقت الدراسة إلى الصعوبات التي تعترض المرشحين في المنطقة للحصول على وظائف جديدة، حيث ذكر 32% أن الباحثين عن وظائف لا يتلقون رداً بالسرعة اللازمة من الشركة بعد تقديم الطلب إليها مقارنة مع نظرائهم في العالم. بينما أشار 31% إلى وجود صعوبة في التفاوض على الراتب والمنصب مع الشركات قياساً بالمتوسط العالمي.
كذلك شكلت عدم شفافية المعلومات بين الموظفين والباحثين أحد أهم أسباب هذا التفاوت، فقد أشار 54% من المشاركين إلى أن الطلب الأول الذي يتقدّم به الباحثون عن عمل للشركة هو فهم ثقافة الشركة وقيمها. أما الطلب التالي فكان محاولة فهمهم للمنافع والمزايا بشكل أكبر، بالإضافة إلى مهمّة الشركة وريادتها والمنتجات والخدمات التي تقدمها.
وفي تعليقه على الموضوع, قال رئيس فريق العمل المختصّ بالحقول والآبار الذكية في شركة أرامكو السعودية وأحد المشاركين في المسح سعيد مبارك: “لو كان الأمر عائداً لي لقمت بالبحث المكثّف عن الشركة من كل المصادر المتاحة. فأنا أريد أن أعرف التفاصيل عن رؤسائها وموظّفيها وبيئة العمل ونجاحاتها وإخفاقاتها”.
فرص الحصول على وظيفة
وكشفت الدراسة أيضاً عن الطريقة التي يدري بها الأشخاص عن الوظائف الجديدة. حيث بينت أن المحترفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرجّحون أكثر للعثور على وظيفة جديدة من “شركة توظيف” بنسبة 13% من المجيبين مقارنة بنظرائهم عالمياً، أو من “أحد أفراد شبكتهم الشخصية” بنسبة 25% عوضاً عن قراءة المقالات على الإنترنت عن الشركة. كذلك يميل الباحثون عن عمل إلى عدم تقديم طلبهم فوراً عند معرفتهم بهذه المناصب، إذ أن أكثر من النصف يجري بحثاً مفصّلاً عن الشركة أولاً، ونحو النصف يعمد إلى تحديث سيرته الذاتية قبل تقديم الطلب.
وأكدت الدراسة أهمية استخدام التكنولوجيا قي الحصول على الوظائف، حيث رجحت إمكانية العثور على وظيفة جديدة عند تقديم الطلب عبر مواقع التواصل الاجتماعي شأن لينكد إن، وعبر المواقع الإلكترونية لشركات التوظيف، مقارنةً بنظرائهم عبر الوسائل التقليدية.
جدير بالذكر أن الدراسة تستند إلى استطلاع رأي لأكثر من 33 ألف محترف حول العالم، منهم 3298 منتسب إلى لينكدإن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2016، من بينهم 35% من مواطني بلدان هذه المنطقة.
مجلة البنك والمستثمر
العدد 188 _ شهر آب 2016
تعليقات الفيسبوك