المركز “الوطني للإحصاء والمعلومات” يستعرض تجربة سلطنة عمان باحتساب مؤشرات التنمية المستدامة
استعرض المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أمام وفد من هيئة التخطيط والتعاون الدولي السوري ووفد اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) (الاثنين 29 مايو) تجربة سلطنة عمان في احتساب مؤشرات التنمية المستدامة ودور المركز في بناء خطة العمل من أجل استيفاء البيانات الخاصة بمؤشرات سلطنة عمان لكل هدف وكذلك تجربة التعداد الإلكتروني.
تأتي هذه الزيارة في إطار التعاون بين سلطنة عمان والجمهورية العربية السورية في كافة المجالات ومنها العمل الإحصائي بما يشمل تبادل التجارب في الاستعراضات الوطنية الطوعية والتي تعد آلية أساسية للمتابعة والاستعراض على المستوى الوطني بما يتيح الفرصة للبلدان لمراجعة تنفيذ خطة عام 2030 من خلال رصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمقاصد والمؤشرات المتعلقة بها.
كما تعرف الوفد الزائر على ما يقوم به المركز من متابعة مستمرة لمؤشرات التنمية المستدامة مع المنظمات الدولية ومراجعة بيانات سلطنة عمان على موقع منظمة الأمم المتحدة للتأكد من صحة البيانات ودقتها والرد على المنظمات لتعديل وتوفير البيانات الوطنية المتعلقة بمؤشرات أهداف التنمية المستدامة 2030. وكذلك توفير البيانات والمؤشرات المتعلقة بالتنمية المستدامة 2030، من خلال البوابة الإلكترونية الخاصة بمؤشرات السلطنة في أهداف التنمية المستدامة 2030 لتكون منصة التواصل مع المعنيين داخليا وخارجيا.
كذلك تعرف الوفد على تجربة سلطنة عمان في التعداد الإلكتروني للسكان والمساكن والمنشآت وما أوجده من منظومة بيانات إحصائية مركزية ضخمة ومستدامة تربط مختلـف قواعد بيانات الجهات الحكومية والخاصة، وتتميز بمعلوماتها المتجددة وبقواعد بيانات متكاملة تخدم صناع القرار، وإدارة المعلومات من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المراحل التي مر بها التعداد الإلكتروني 2020 المبني على الربط الإلكتروني بين السجلات الإدارية الوطنية، والذي تم تنفيذه بالكامل دون زيارات ميدانية في جميع مراحل المشروع.
كما تم استعراض مشروع بناء جداول العرض والاستخدام وجداول المدخلات والمخرجات والتي تمثل إطارًا كاملاً للموارد والاستخدامات وفق نظام الحسابات القومية والتي تعد من أهم الأدوات المستخدمة لفهم مكونات الناتج المحلي الإجمالي، كما توضح العلاقات التشابكية للاقتصاد الوطني والعلاقات التبادلية بين مختلف الأنشطة، حيث تبين استخدم كل نشاط لمنتجات الأنشطة الأخرى و التوازن الاقتصادي بين جانبي المنتجات المعروضة في الأسواق واستخدام هذه المنتجات كما أنها تمثل إطارًا منهجيًا لإعداد الدراسات والنماذج الاقتصادية لمتخذي القرارات وراسمي السياسات وأيضا إطارًا محاسبيًا لإعداد النماذج الاقتصادية لتقدير البيانات المتوقعة للأعوام التالية، اعتمادًا على مجموعة من الفرضيات المتعلقة بتطور المتغيرات الاقتصادية.
من جانبه استعرض الوفد الزائر تجربة سوريا في تجميع مؤشرات التنمية المستدامة والتحديات والخطط المستقبلية وذلك بالاعتماد على تشخيص أهـداف مقاصـد التنميـة المسـتدامة بمؤشراتها المختلفـة، وتحليل الأهـم منهـا وفقا للحالة السورية والعوامـل المؤثـرة فـي تطورها وتقييـم أثـر السياسات المتبعة عليهـا مع الاهتمام بأهـداف التنميـة ومقاصدها المختلفـة مـن حيـث التقـدم المحـرز باتجـاه تحقيقهـا
وقال فضل الله غرز الدين معاون رئيس هئية التدقيق والتعاون الدولي بهيئة التخطيط والتعاون الدولي السوري إن تجربة المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تجربة غنية وفريدة جدًا خاصة في التعداد الإلكتروني حيث أن هناك تقدما مذهلا يتخطى الكثير من الدول المتقدمة ويمكن القول بأن المركز قد سبقهم في كثر من الجوانب خاصة فيما يتعلق بموضوع التعاون في إعداد تقارير التطوعية للتنمية المستدامة.
وبين فضل الله غرز الدين أن تجربة التعداد الإلكتروني تعد تجربة رائعة ومميزة بطريقة إدارتها والتعامل مع البيانات والنتائج التي توصلت إليها، ولعل ذلك يثبت انه هناك جهد فكري رائع يقف خلف هذه التجربة من خلال المراحل التي مرت بها في فترة الألف يوم وانتقلت الى مرحلة راقية جداً ونتائج مرضية في مجال الاحصاء.
وحول شاشات المعرفة (شاشات استعراض المؤشرات الوطنية) قال إنه من الواضح أن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات يعرف تماما ماذا يوجه من رسائل فهو اولاً يعمل على البيانات ثم يحولها الى معلومات ويوجهها الى المختصين على الشاشات المختلفة لصناع القرار والمستخدمين وبالتالي فإن هناك إدراك متكامل في هذه الخطوات وهناك توجيه ومتابعة لذلك لكل من يحتاج لأية معلومة.
وقال إن التعاون بين المركز والهيئة يقتصر على إعداد مؤشرات التنمية المستدامة وتقارير التقدم المخرجة والتقارير الاخرى ونتمنى ان يكون هناك نقل خبرات للجهاز الاحصائي السوري في هذا المجال ويكون في الفترات القادمة زيارات اخرى مع الاطراف الاخرى وبالتالي يكون هناك تجربة أخرى من نوعها ونحن بحاجة ماسة الآن في موضوع التعداد بالطريقة التي نفذت في سلطنة عمان وسيكون هناك مجال استفادة من الخبرات الدولية.
من جانبها قالت جنى البابا مسؤولة التنمية المستدامة في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا (الاسكوا) إن الزيارة مثلت فرصة للجنة وهيئة التخطيط في سوريا للاطلاع على تجربة سلطنة عمان في موضوع التنمية المستدامة وأيضا تم الاطلاع على جملة من التجارب المهمة منها التعداد الالكتروني والتجارب الاخرى وسلطنة عمان متقدمة في احتساب بيانات التنمية المستدامة 2030 وهذا ما نأمل أن نستفيد منه على مستوى البلدان العربية والتي تعاني حقيقة من تأمين كم البيانات الكبير والمطلوب لرصد التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت إن الاعتماد بشكل كلي على البيانات الادارية في تجربة التعداد مثل لنا شيئا جديدا واستفدنا منه الى جانب انه يدل على قدرة المركز الوطني للإحصاء والمعلومات على عمل تعداد سريع وبتكلفة منخفضة وهذا الامر لابد ان تستفيد منه الدول العربية الأخرى.
وكذلك فا هذا يتطلب التقدم في الأنظمة الالكترونية باعتبارها ليست سهلة وتم انجاز هذا الامر هنا في سلطنة عمان في ألف يوم وهو أمر نشيد به من طرفنا.
وحول التحديات التي تواجه مؤشرات أهداف التنمية المستدامة قالت إن هناك صعوبات تتمثل في كون المؤشرات جديدة وطرق احتسابها تتطلب مسوحات صعب اجراؤها ولا تكتفي فقط بالبيانات الإدارية وبالتالي سيتطلب العمل عليها وقتا وجهدا أكبر ولكن هناك جهود جيدة وذلك من خلال ما يقوم به المركز الوطني للإحصاء والمعلومات من مؤشرات يمكن على الاقل الاستفادة منها حتى يتم جمع كل البيانات والمؤشرات كاملة.
تعليقات الفيسبوك