الذكاء الاصطناعي ومستقبل الشؤون المالية

اتسع نطاق عمل المدير المالي إلى ما هو أبعد من حارس تقليدي للموارد المالية ومدير للحسابات وحفظ السجلات.

فمع تغير الواجبات العملية والأدوار الاستراتيجية للمدير المالي بصفة مستمرة، يأمل القادة الماليون في أن تعينهم التكنولوجيا على حمل بعض أعبائهم. وهم حريصون قدر المستطاع على أتمتة ورقمنة العمليات الحسابية من أجل توفير الوقت وتحسين اطلاعهم على أداء الأعمال.

إن الشركات التي تنتهج مثل هذا الأسلوب بتطبيق حلول الأعمال السحابية تدرس اليوم كيفية الاستفادة من التقنيالت الناشئة في تلبية متطلبات دورها المتسع في الأعمال. وهي تسلط تركيزها بالتحديد على الذكاء الاصطناعي- التكنولوجيا التي تتيح المزيد من السرعة والكفاءة والإنتاجية في قسم الشؤون المالية.

فيما يلي خمسة أمثلة تبين دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قسم الشؤون المالية خلال العقد المقبل:

1-المحاسبة المتواصلة

يمهّد الذكاء الاصطناعي الطريق لأن تكون السجلات مهيأة على الدوام لإعداد التقارير، مما يتيح للمديرين الماليين معلومات كاملة وحديثة بالزمن الفعلي عن أداء الأعمال. وتساعد التقنيات المؤتمتة في تنقيح ومراجعة البيانات وتزويد الأنظمة بمعلومات دقيقة بالزمن الفعلي.

2-أتمتة العمليات الروتينية

يشعر الكثير من المديرين الماليين أنهم لا يزالون يمضون وقتاً طويلاً للغاية في أداء المهام اليومية بسبب العمليات التجارية اليدوية. يتيح الذكاء الاصطناعي، إلى جانب غيره من التقنيات الذكية مثل أتمتة العمليات الروبوتية، لهؤلاء المديرين أتمتة المزيد من المهام التشغيلية الروتينية. على سبيل المثال، تعمل هذه التقنيات على تحسين العمليات مثل استخلاص البيانات من الفواتير وإعداد تقارير المصاريف وتدوين المدفوعات.

3-الذكاء الاصطناعي وروبوتات المحادثة

يسهّل روبوت المحادثة والمساعد الصوتي إتمام مهام المحاسبة دون الحاجة إلى التفاعل مع واجهة الحاسوب. وبالإضافة إلى ما يقدّمه ذلك من عون كبير للمدير المالي، فإنه يسمح للمزيد من الأفراد في الشركة بالوصول إلى الأنظمة والبيانات المالية.

4-الكشف عن التزوير والحالات الشاذة

تبحث الخوارزميات المتطورة في البيانات بالزمن الفعلي لرصد الأنماط المتكررة وضبط الأخطاء مهما كانت. وهذا يعني إخطار المديرين الماليين بالتعاملات التي تمرّ عبر الأنظمة وتتطلب مراجعة دقيقة لاحتمال انطوائها على أخطاء أو محاولات تزوير.

5-تحليل البيانات الكبيرة

مع تدفق كميات هائلة من البيانات الكبيرة إلى المؤسسة، يقوم الذكاء الاصطناعي بفرز المعلومات وإيجاد الأنماط التي قد يغفل عنها الموظف البشري. وهذا يسمح للمديرين الماليين بالاستفادة من قدرات الحوسبة القوية في تحليل البيانات باستمرار وتطوير نماذج بيانات لعدد من التطبيقات مثل التنبؤ.

هذه الأمثلة ليست سوى لمحة بسيطة توضح كيف سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة بالغة الأهمية للمديرين الماليين الذين يرزحون تحت ضغط الوقت.

على امتداد السنوات العشرة المقبلة، نتوقع أن يتغير قسم الشؤون المالية تغيراً جذرياً، وسيكون الذكاء الاصطناعي أحد أسباب هذا التغير. وبينما يواظب المديرون الماليون على تحليل واستيعاب الكميات الهائلة من البيانات المتعلقة بمجال اختصاصهم، سيصبح الذكاء الاصطناعي أحد أهم الأدوات المستخدمة في تحسين كفاءة الأعمال وإنجاحها.

 

بقلم: غيرهارد هارتمان، نائب رئيس قطاع الأعمال المتوسطة في سايج إفريقيا والشرق الأوسط

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق