التسويق الرقمي.. حاجة وضرورة

اجرت مجلة البنك والمستثمر، لقاءً مع السيدة “غزل برجود” مدير عام شركة Dmarketing Lines لخدمات التسويق الرقمي، جرى خلاله الحديث عن أهمية ودور التسويق الرقمي في النمو الاقتصادي، ومستقبله في سوريا.

ما هو التسويق الرقمي؟

يشمل التسويق الرقمي جميع الجهود التسويقية التي تستخدم جهازًا إلكترونيًا أو الإنترنت. وتستفيد الشركات من القنوات الرقمية مثل محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني ومواقع الويب الأخرى للتواصل مع العملاء الحاليين والمحتملين من اجل الترويج لمنتجاتها.

خصائص التسويق الرقمي:

  • فرص تسويقية أكثر

تستفيد المؤسسات لاسيما المتوسطة والصغيرة منها من الفرص التسويقية المتعددة التي توفرها التجارة الالكترونية للوصول للأسواق العالمية، فمن خلال التسويق الرقمي تستطيع أي شركة عرض وتسويق منتجاتها وأفكارها وخدماتها على الإنترنت في جميع أنحاء العالم دون الحاجة للتنقل بين البلدان، مما يوفر فرص أكبر لجني أرباحاً أكثر.

  • خفض التكاليف

التسويق الرقمي اقتصادي أكثر من بناء المكاتب وأسواق التجزئة والتجهيزات وحملات الترويج غالية الثمن، كما يعمل التسويق الرقمي على خفض تكاليف التخزين والنقل، والتوفير في عدد المكاتب الإدارية، فمن خلال قاعدة البيانات يتم الاحتفاظ بكل ما يخص العملاء من الأسماء وتواريخ البيع، بالإضافة إلى التوفير الكبير في دفع العمليات الإنتاجية.

  • رفع القدرة التنافسية

يساعد التسويق الرقمي في التحسين من القدرة الإنتاجية والكفاءة بين المؤسسات نتيجة دخول المعلومات كأحد الأصول المهمة في رأس المال، وتسهيل إمكانية الوصول إلى الشرائح المستهدفة من العملاء بأسرع وقت وتكلفة لا تكاد تذكر، بالإضافة إلى زيادة فرص البيع من خلال إتاحة القدرة التسويقية في جميع الأوقات وعلى مستوى العالم، كما يسمح بمواكبة ما يطرأ من تطورات حديثة في مجالات الأعمال، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على مستويات الإنتاج ونمو الاقتصاد القومي وزيادة الدخل.

  • التسويق للمنتجات عالميا

يفيد التسويق الرقمي في التسويق للحرف الشعبية والصناعات اليدوية للبلدان خارج حدود البلد، الأمر الذي يؤثر إيجاباً في الجذب السياحي وزيادة إنتاج المؤسسات خاصة المتوسطة والصغيرة ويساهم بصورة فعالة في نمو الاقتصاد القومي، إلى جانب فتح طرق التسويق للمنتجات والخدمات، والحث على المنافسة لمواجهة المنافسات الدولية والشركات الكبرى.

اثار أزمة “كورونا”:

لقد أثر فيروس كورونا على عدد كبير جداً من مجالات الأعمال. حيث تسبب الفيروس في توقف معظم خطط التسويق لدى الشركات أو إبطائها. وتوجهت معظم الشركات للتسويق الرقمي.

ولأول مرة في التاريخ، فإن أكثر من 70% من دول العالم النامية وغير النامية تكون رهينة للحجر الصحي والإغلاق العام، وهذا الأمر جعل سلوك المستهلك اليوم يتغير كلياً عما كان سابقاً وأصبح السوق الأول والأفضل في العالم هو السوق الرقمي، أي لم نعد نشهد ازدحاماً في أسواق المدن بل انتقل الازدحام إلى الأسواق الرقمية والمعارض الرقمية الافتراضية، وبالتالي هنا تكمن الفرصة الأكبر للتسويق الرقمي.

وحتى بعد فيروس كورونا تقول الدراسات أنه من  المتوقع أن تنخفض المبيعات المباشرة في الأسواق التجارية وهذا يعني أن البائعين سيتعين عليهم القتال بشدة من أجل حصة سوقية متقلصة مستقبلاً.

إذا كنت من أصحاب الأعمال ، فلا تقلل من أنشطة التسويق الرقمي؛ اسرع وقم بتغيير اتجاهك وقم بتنشيط عملك الرقمي.

التسويق الرقمي في سوريا:

بدأنا اليوم في سوريا بإدراك و فهم معنى التسويق الرقمي و أصبحت الشركات على دراية كاملة بأهمية التسويق الرقمي وأدواته في التسويق لها و أن التواجد اليوم ليس فقط على الأرض و إنما الشركات المتواجدة حقاً أصبح تواجدها رقمياً حاجة و ضرورة لنجاحها. بل حتى بدأ ظهور المعيار التالي بأن الشركة التي ليس لها تواجد رقمي فهي شركة قديمة الطراز.

مقارنة مع السنوات السابقة نلاحظ أن جائحة كورونا قد أظهرت أهمية التسويق الرقمي في ظل الأعمال و نلاحظ انفتاح سوريا على مجال التسويق الرقمي و وجود فرصة كبيرة في السوق السوري لهذا المجال لذلك نلاحظ انطلاق الكثير من الشركات التي تعمل في مجال التسويق الرقمي في الفترة الأخيرة و ستشهد سوريا عدد أكبر و أكبر من الشركات في هذا الاختصاص.

الحصة السوقية متاحة أمام الجميع و هذه الشركات توفر فرص عمل للشباب السوري و تنشط خبرات جديدة في بلدنا.

لا بأس من التعلم من التجربة المصرية الرائدة في مجال التسويق الرقمي. وواجبنا اختصاصيين تدريب الكوادر وتأهيلها للنجاح في هذا العمل و صنع بيئة خصبة احترافية في المجال.

وواجب الشركات في سوريا اليوم أن تكون على دراية ووعي بأهمية التسويق الرقمي، للشركة الذكية اليوم هي التي تتجه الآن نحو التسويق الرقمي وتؤسس لنفسها حصة سوقية رقمية ستكون المنافسة عليها قوية في المستقبل وبالتالي ستكون في المقدمة عند انتهاء أزمة كورونا.

تحديات التسويق الرقمي في سوريا

أولا: الترويج المدفوع غير متاح في سوريا وهذا يتطلب مننا كشركات تسويق عمل وجهد مضاعف للوصول للشرائح المستهدفة في سوريا وتحقيق النتائج المرضية للشركات

ثانيا: تأهيل الموارد البشرية  المتخصصة بهذا المجال ضعيف  مما يشكل علينا عبئ في تدريب وتأهيل الكوادر قبل مباشرتها بالعمل

ثالثا: السماح لأي شخص  غير متخصص بان يزاول مهنة التسويق الرقمي وهذا يسمح بظهور شركات متعددة غير مختصة مما يؤثر على سمعة التسويق الرقمي في سوريا

رابعا: بالرغم من ان الوعي بالتسويق الرقمي قد بدء في الانتشار في سوريا الا ان الشريحة الاكبر لاتملك ثقافة والوعي بالتسويق الرقمي وهذا يشكل عبئ على شركات التسويق الرقمي المختصة حيث اصبح المجهود المبذول لنشر ثقافة التسويق الرقمي أكبر من الجهد المبذول للتسويق الرقمي بحد ذاته.

_____________________________________________________________________________________

غزل برجود: اختصاصية تسويق رقمي، مدير ومؤسس شركة Dmarketing Lines  منذ عام 2015 ومقرها في دمشق، حاصلة على ماجستير التسويق الرقمي من مصر ودبلوم تطوير محركات البحث من مصر، وبكالوريوس تجارة وتسويق الكتروني من سورية.

1

الزميل يزن الحمود مع السيدة غزل برجود

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق