دعاوى قضائية ضد عمالقة التكنولوجيا

يواجه عمالقة التكنولوجيا دعاوى قضائية ضخمة تتعلق بانتهاك قانون منع الاحتكار. وفي هذا الصدد أقامت لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية ومعظم الولايات الأمريكية دعاوى قضائية بحق فيسبوك أمس، قائلين إن الشركة انتهكت قانون منع الاحتكار وقد يتعين تقسيمها. وأصبحت فيسبوك بذلك ثاني شركة تكنولوجيا كبيرة تواجه تحركًا قضائيًا ضخمًا هذا الخريف.
وقالت لجنة التجارة الاتحادية في بيان إنها ستسعى لاستصدار حكم «يمكن أن يتضمن: التخارج الإلزامي من أصول، من بينها إنستجرام وواتسآب».
وفي دعوى ثانية، يطالب تحالف يضم 46 ولاية وواشنطن العاصمة وجزيرة جوام بحكم ينص على عدم قانونية استحواذ فيسبوك على إنستجرام وواتسآب. وكانت وزارة العدل الأمريكية أقامت دعوى قضائية بحق جوجل في أكتوبر/تشرين الاول، متهمة الشركة، البالغة قيمتها تريليون دولار والتابعة لمجموعة ألفابت، باستغلالها وضعها القوي في السوق للتضييق على المنافسين.

وقدمت وزارة العدل في شكواها بذلك الوقت ادعاءات بأن جوجل قد خنقت المنافسة للحفاظ على مكانتها القوية في سوق البحث عبر الإنترنت والإعلانات على شبكة البحث.وقالت الشكوى إن 11 ولاية، أركنساس وفلوريدا وجورجيا وإنديانا وكنتاكي ولويزيانا وميسيسيبي وميسوري ومونتانا وساوث كارولينا وتكساس، انضمت إلى الدعوى.وتستهدف الشكوى سلسلة من الإجراءات المتشابكة التي اتخذتها جوجل، والتي يُزعم أنها أضرت بالمنافسة بشكل عام ومنعت المنافسين من اكتساب جمهور جاد.

كما زعمت الشكوى في جزء منها أن جوجل تدفع مليارات الدولارات سنويًا لمصنعي الأجهزة مثل آبل وإل جي وموتورولا وسامسونغ ومطوري المتصفحات مثل موزيلا وأوبيرا، ليكون محرك جوجل، محرك البحث الرئيسي لديها وفي كثير من الحالات لمنع هذه الشركات من التعامل مع المنافسين. نتيجةً لذلك، تقول الدعوى إن جوجل «تمتلك أو تتحكم فعليًا في قنوات توزيع البحث التي تمثل حوالي 80٪ من طلبات البحث العامة في الولايات المتحدة».
وتعتبر تلك الدعاوى هي الأكبر في ميدان مكافحة الاحتكار منذ سنوات عديدة، ويمكن مقارنتها بالقضية التي واجهتها مايكروسوفت في 1998. كانت الحكومة الاتحادية توصلت في النهاية إلى تسوية في تلك القضية، لكن سنوات التقاضي الطويلة والتدقيق الهادف إلى منع الاحتكار منعت الشركة من إجهاض المنافسين ويُنسب إليها الفضل في تسهيل النمو الهائل لشبكة الإنترنت.

وخلال نهاية شهر يوليو/تموز الماضي عقدت جلسة استماع بالكونغرس للتحقيق مع رؤساء عمالقة الشركات التقنية الأمريكية، فيسبوك، جوجل، آبل، وأمازون، الذين واجهوا سيلًا من الأسئلة والتحقيقات مدة خمس ساعات متواصلة، وتم توجيه التهم إليهم بخصوص احتكار السوق التقنية، والهيمنة على الإعلانات باستخدام بيانات المستخدمين لتلك التقنيات، والاحتيال عليهم، إضافة إلى التعاون مع الصين ضد بلادهم.
وأظهرت الجلسة التي عُقدت عن طريق الفيديو بسبب جائحة فيروس «كورونا»، التهديدات التي تتعرض لها تلك الشركات في وقت يعتمد فيه الأمريكيون وسكان العالم أجمع على تقنيات تلك الشركات أكثر من أي وقت مضى، وتسليط الضوء على التحقيقات التي تجريها سلطات مكافحة الاحتكار، واستخدام رسائل البريد الإلكتروني الداخلية كأدلة تدين الشركات المتهمة، إضافة إلى مقابلات شهود كدليل على أن المنصات تسيء استخدام موقعها المهيمن بشكل غير صحيح.