“مشروع نور” يضع المغرب في مصاف الدول المنتجة للطاقة البديلة
محطات شمسية متطورة تهدف إلى إنارة مليون منزل
“مشروع نور” يضع المغرب في مصاف الدول المنتجة للطاقة البديلة
بدأت محطة عملاقة تستخدم الطاقة الشمسية أُنشأت لإمداد مدينة ورزازات المغربية بالكهرباء عملها في كانون الأول/ديسمبر 2015، مستخدمةً تكنولوجيا جديدة عبر توظيف خصائص الملح المذاب في تخزين الطاقة الشمسية لتشغيل مولد بخاري بعد غياب الشمس.
ويأتي تشغيل المحطة ضمن المرحلة الأولى من مشروع “نور” الذي يتيح توليد الكهرباء لمدة ثلاث ساعات بعد الغروب، على أن تزداد ساعات التوليد إلى 24 ساعة في اليوم، حين تُنجز المرحلة النهائية من المشروع الذي يُنفذ في إطار تعهد المملكة المغربية توفير 42 % من الطاقة الكهربائية التي تستهلكها من مصادر متجددة بحلول عام 2020.
ريادة عالمية
وأشادت الأمم المتحدة بحجم طموحات المغرب، لا سيما أن بريطانيا ذات الموارد المالية الأكبر بكثير، تهدف إلى نسبة 30 % في الفترة عينها. وستكون محطة ورزازات، التي أُنشأت بمساعدة سعودية، واحدة من أكبر المحطات في العالم لاستخدام الطاقة الشمسية حين تُنجز. وستغطي مرايا المحطة مساحة تساوي مساحة العاصمة الرباط.
وقال المسؤول في شركة أكوا باور السعودية التي تدير المشروع، بادي بادمنثان، إن هناك ما يغطي مساحة 35 ملعباً كروياً من المرايا المصوبة نحو السماء، وهي متحركة، بحيث تتعقب حركة الشمس طوال النهار. وستولّد المرحلة الأولى من المجمع المستقبلي ما يكفي من الطاقة لإنارة مليون بيت.
تقع المحطة العملاقة على حافة صحراء تطل عليها جبال أطلس من الشمال. وأُنشأت في إطار رؤية العاهل المغربي الملك محمد السادس لتحويل المغرب إلى قوة عظمى في استخدام الطاقة المتجددة.
ويعتمد المغرب بنسبة 98 % حالياً على استيراد النفط، ولكن المملكة التفتت إلى الطاقة الهائلة التي يمكن توليدها من ريح الأطلسي ومياه الجبال وشمس الصحراء . وتتولى وزيرة البيئة المغربية حكيمة الحيطي الإشراف على تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة. وقالت الحيطي في مقابلة مع اذاعة “بي بي سي”: “نحن على اقتناع بأن التغير المناخي يوفر فرصة لبلدنا
اكتفاء ذاتي
وكان المغرب تعهد انطلاقاً من التزامه بمقررات مؤتمر باريس حول التغير المناخي بخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون بنسبة 32 % بحلول عام 2030، شريطة أن يتلقى المساعدات الكافية لتمكينه من بلوغ هدفه في مجال استخدام مصادر الطاقة المتجددة. ويستورد المغرب حاليًا الكهرباء من إسبانيا.
ونقلت “بي بي سي” عن بادمنثان توقعه بأن يكون لدى المغرب فائض من الكهرباء يبلغ آلاف الميغاواطات، إذا استطاع توليد الكهرباء بكلفة 7 إلى 8 سنتات للكيلواط الواحد، وهو هدف “ممكن جدًا”، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن المغرب سيكون قادرًا على تصدير الكهرباء إلى أوروبا.
وأثبتت رقعة المغرب من الصحراء الكبرى، التي كانت بيداء غير مستثمرة، أنها مصدر لا ينضب من الطاقة الشمسية. فتكنولوجيا الطاقة الشمسية لا تعمل إلا في البلدان الحارة وتكلفتها آخذة في الانخفاض، وقدرتها المتزايدة على خزن الطاقة لاستخدامها لاحقًا تثير اهتماماً متزايداً.
ثورة في مجال الطاقة
وتبيّن الأرقام أن كلفة الألواح الفوتوفولتية تنخفض بوتيرة متسارعة، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تقوم هذه الألواح بدورها في إحداث ثورة في مجال الطاقة ، تجعل الطاقة الشمسية المصدر الرئيس للكهرباء بحلول عام 2050، بحسب الوكالة، وتاليًا تنخفض تكاليف الطاقة الشمسية في كل مكان.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة سولير ديريكت الفرنسية تييري لبيرك، إنه بالإمكان بناء محطات أرضية لاستخدام الطاقة الشمسية من دون دعم من الدولة، حتى في بلد بارد ليس معروفًا بشروق الشمس كثيرًا فيه، مثل بريطانيا. أضاف لبيرك إن الطاقة الشمسية “ثورة حقيقية، مشيرًا إلى عبور حافة الخمسين دولاراً للميغاواط ـ ساعة وهبوط التكاليف باستمرار.
******************
تعليقات الفيسبوك