وسط سيدني التجاري يخسر 10 مليارات دولار

قالت صحيفة ذا سيدني مورنغ هيرلد اليوم إن وسط مدينة سيدني التجاري خسر نحو 10 مليارات دولار نتيجة عمل الموظفين من منازلهم، بما في ذلك قطاعات تجارة التجزئة والضيافة والفن.

وأشارت توقعات سابقة إلى أن الوسط التجاري كان في طريقه لتحقيق أرباح تقدر قيمتها بأكثر من 142 مليار دولار في عام 2020، لكن الوباء خفض قيمة الأرباح المتوقعة إلى 132 مليار دولار.

الأمر الذي أثار دعوات لجعل ارتداء الكمامات إلزاميا في وسائل النقل العام لتشجيع العمال على العودة إلى مكاتبهم وبث الحياة من جديد في المدينة.

وفي لقاء مع الصحيفة، توقع خبير الاقتصاد والتخطيط في شركة SGS تيري راونسلي أن التكلفة المباشرة للقيود الوبائية ، التي أجبرت الموظفين على العمل من المنزل ، ستكلف الوسط التجاري 7 مليارات دولار، خاصة قطاعات الكثير من ذلك سوف تشعر به خدمات الضيافة والفن وتجارة التجزئة.

بالإضافة إلى ذلك ، فإن غياب التفاعل بين آلاف “العاملين في مجال المعرفة” في قطاعات التمويل والخدمات المهنية وتكنولوجيا المعلومات والتسويق والإعلام والذين اعتادوا على التجمع بشكل يومي قبل انتشار الوباء، سيؤدي إلى خسائر إضافية بقيمة 3 مليارات دولار في الإنتاجية .

 تحطيم تقاليد العمل

وفي لقاء خاص مع أس بي أس عربي24 قال المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله إن بعض المؤسسات الاستشارية المختصة بدأت بتقديم الدراسات والمشورات للشركات والحكومات لمساعدتهم على تصميم أماكن وأساليب العمل في المستقبل.

وأضاف عبد الله “في السنوات الأخيرة، كان هناك نقاش دائر بين وجهتي نظر، بين محبذي العمل عن بعد وبين رافضيه. بين من يعتبر العمل عن بعد أفضل ومن يعتبره مضيعة للوقت.”

ويضيف “وباء كورونا أتى ليحسم الجدل ويثبت ان نظرية انجاز العمل عن بعد ممكنة، ولكن يلزمها الكثير من الترتيبات والتشريعات مثل تطوير قوانين العمل للتغلب على مساوئه وحفظ حقوق الموظفين وأصحاب العمل.”

كما أشار عبدالله الى أن العمل من المنزل وفر ساعات التنقل من والى العمل، ومصاريف وقود السيارة والمواصلات العامة وشراء الطعام والقهوة يوميا من الخارج.

اقتصاد التكتلات

وتظهر الأبحاث أن هناك مكاسب اقتصادية كبيرة لهذه الصناعات المعرفية ناتجة عن “تأثير التكتلات” والذي ينتج عندما يجتمع العديد من العمال في مكان واحد.

وشرح روانسلي أن”هناك فائدة حقيقية من المحادثات العرضية بين العمل ، في غرفة الشاي أو عندما تلتقي بعميل في صف الانتظار داخل المقهى وتلتقي بشخص في القطار وتحادثه”. وأردف قائلا “لا تحدث هذه الأنواع من التفاعلات كثيرًا في العالم الافتراضي. ويمكن للشركات العمل باستخدام برامج مثل Zoom و Teams و Skype ، لكنها ستفقد مزايا تجمع الجميع معا”.

عصب الاقتصاد

ويعد عمال وسط مدينة في سيدني من بين الأكثر إنتاجية في أستراليا، حيث قدر روانسلي إنتاجية العمل للموظفين في المنطقة الخاضعة لمجلس مدينة سيدني بـ 109 دولارات لكل ساعة عمل ، مقارنة بـ 96 دولارا في منطقة سيدني الكبرى.

وفي العام الماضي ، أنتج الوسط التجاري في سيدني 140 مليار دولار أي حوالي 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا و 20 في المئة من إنتاج ولاية نيو ساوث ويلز.

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة مركز أبحاث سيدني غابرييل ميتكالف أن وسط مدينة سيدني التجاري سيلعب دورا حاسما في التعافي الاقتصادي في أستراليا بعد الوباء.

وقال “لكي يعود الاقتصاد الأسترالي ، يجب أن يعود وسط مدينة سيدني التجاري إلى الحياة”.

من جانبه، حذر كبير الاقتصاديين في مصرف ناب آلان أوستر من الاضطراب الاقتصادي المستمر في مناطق الأعمال التجارية في المدن الأسترالية الكبرى.

وقال أمام ندوة لجنة التنمية الاقتصادية الأسترالية أمس “أشعر بالأسف لأي شخص لديه شركة صغيرة موجود أساسًا في منطقة أعمال تجارية في انتظار عودة الناس ، لأنهم لن يعودوا”.