حظر ترامب لـ “تيك توك” يهدد مبيعات “آيفون”
ذكرت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن قرار الرئيس دونالد ترامب، حظر أي معاملات مع شركتي “بايت دانس” الصينية التي تمتلك تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة “تيك توك” و”تنسنت” مالكة تطبيق المراسلة “وي تشات”، يهدد مبيعات آيفون التي تنتجها شركة “آبل” الأميركية.
وقالت بلومبيرغ، إن الصين تستحوذ على نحو 20% من مبيعات هواتف آيفون، بينما يتوقع أن يؤدي الحظر الأميركي على استخدام “تيك توك” و” وي تشات” إلى ابتعاد المستهلكين في الصين والعديد من دول آسيا عن شراء هواتف “آيفون”، ولا سيما أن العديد من الصينيين لا يستخدمون أرقام المحمول أو البريد الإلكتروني ويعتمدون على تطبيقات “آبل ستور” مباشرة وخاصة “وي تشات” و”تيك توك”.
وتراجعت أسعار أسهم آبل البالغ رأسمالها السوقي حوالى 1.9 تريليون دولار، بأكثر من 2.5% في ختام تعاملات نهاية الأسبوع الماضي، بعد قرار الحظر، بينما هوت أسعار أسهم تينسينت الصينية التي تبلغ قيمتها السوقية 686 مليار دولار بنحو 10% بينما تعد ثاني أكبر شركة في آسيا بعد مجموعة “علي بابا” لخدمات التجارة الإلكترونية.
وأظهرت دراسة نشرت في يوليو/تموز الماضي، أن “آبل” كانت أسرع صانع للهواتف الذكية نمواً في الصين خلال الربع الثاني من العام الجاري، مع قفزة فصلية في المبيعات بنسبة 225%.
وأوضحت الدراسة الصادرة عن “سي.أن.أن.أو” للأبحاث والتي تتخذ من شنغهاي مقراً لها، أن مبيعات آيفون قفزت بنحو 62% خلال الربع الثاني من هذا العام على أساس سنوي إلى 13 مليون وحدة.
وعلى أساس فصلي، قفزت مبيعات آيفون بنسبة 225% في الربع المنتهي في يونيو/حزيران الماضي، في إشارة إلى التعافي بعد أن أدى تفشي فيروس كورونا لإغلاق متاجر “آبل” في الصين وتراجع المبيعات في الأشهر الثلاثة الأولى من 2020.
وجاء حظر ترامب المعاملات في مرسومين، بعدما قالت إدارته، الأسبوع الماضي، إنها تكثف جهودها لحذف التطبيقات الصينية “غير الموثوق بها” من متاجر التطبيقات الإلكترونية الأميركية، ووصفت تطبيقي “تيك توك” و”وي تشات” بأنهما يمثلان “تهديدات كبيرة”.
وقال ترامب في أمر تنفيذي إن تطبيق “تيك توك” يمكن استخدامه في حملات التضليل التي تفيد الحزب الشيوعي الصيني، ويجب على الولايات المتحدة “اتخاذ إجراءات شديدة ضد مالكي (تيك توك) لحماية أمننا القومي”.
وفي المرسوم الآخر، قال الرئيس الأميركي إن “وي تشات” يجمع “تلقائياً معلومات هائلة من مستخدميه. عملية جمع البيانات هذه تهدد بالسماح للحزب الشيوعي الصيني بالوصول إلى المعلومات الشخصية للأميركيين”. لكن الصين دانت، يوم الجمعة الماضي، الخطوة الأميركية، معتبرة أنها “تلاعب وقمع سياسي”.
وفي وقت لاحق، قال ترامب مطلع الأسبوع الجاري، إنه سيدعم بيع عمليات “تيك توك” الأميركية إلى شركة “مايكروسوفت” إذا حصلت الحكومة الأميركية على “جزء كبير” من سعر البيع، وحذر من أنه سيحظر الخدمة في الولايات المتحدة في 15 سبتمبر/أيلول. ويقدر المديرون التنفيذيون فى “بايت دانس” قيمة عمليات “تيك توك” بأكثر من 50 مليار دولار.
وتصاعد الخلاف بين عملاقي الاقتصاد منذ نحو عامين، بعد أن بدأ ترامب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بمئات مليارات الدولارات لترد الصين برسوم مماثلة، ما أثار الذعر في الأسواق العالمية.
ويزيد التوتر بين بكين وواشنطن القلق من تضرر الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالأساس من جائحة فيروس كورونا الجديد، حيث أشار البنك الآسيوي للتنمية في مايو/أيار الماضي إلى أن الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن الجائحة قد تتراوح بين 5.8 تريليونات و8.8 تريليونات دولار هذا العام، في الوقت الذي تتسبب فيه تدابير احتواء الفيروس في شل الاقتصادات.
تعليقات الفيسبوك