كورونا يهدد الشباب وكبار السن في المنطقة العربية

طالت تداعيات آثار فيروس كورونا فئتين سكانيتين أساسيّتين في المنطقة العربيّة، أولهما شريحة الشباب التي تُسجّل أساساً أعلى مستويات بطالة وأكثرها تزايداً في العالم، والثانية كبار السن، حيث تسببت الجائحة كوفيد-19 بزيادة المخاطر على نحو 32 مليون منهم.

الشباب

وفقاً لدراسة صادرة عن لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا)، سيؤدي الحجر المطول حتماً إلى زيادة بطالة الشباب وسيواجه الشباب العاملون تحديات في العودة إلى سوق العمل في وقت تسجل فيه المنطقة العبية أعلى مستويات البطالة بين الشباب وأسرعها تزايداً، حيث  ارتفع معدل البطالة  من 19.5 % في 2012 إلى 23% في 2020.

من جهة أخرى،  يجد ملايين الشباب العرب أنفسهم على أعتاب الفقر، لا سيما من يعيش منهم في المناطق الريفية أو من يعاني من إعاقة. وبالنسبة لمعظم للشباب، ستتطلب سوق العمل ما بعد الجائحة مجموعة جديدة من المهارات قد لا يتمتع بها معظم المنخرطين في القطاع غير النظامي الذين يصل عددهم سنوياً إلهى 1.5 مليون  شاب وشابة.

والشباب الذين يعيشون في المناطق المحرومة يتعرضون لخطر الإهمال ويفتقرون  إلى إمكانية الحصول على التدريب في ظل الإغلاق المستمر، ما يزيد من حرمانهم من فرص التعلم واكتساب المهارات الرئيسية. وتزداد هذه المشكلة مع بقاء أكثر من 25 مليون شاب وشابة خارج دائرة العمل والتعليم.

وفيما يتعلق بالانعكاسات على الصحة ترى الدراسة أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى زيادة تعاطي المواد المدمنة  في حال كان هناك بعض القبال، كما أن الشباب المتطوعون في المنظمات الإنسانية كالصليب الأحمر  أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

 

كبار السن

وقد تسببت الجائحة بزيادة المخاطر على نحو 32 مليون من كبار السن في المنطقة، وتبدو الخطورة أكبر إذ ما كان كبير السن مصابا بإعاقة ما، حيث يتعرضون أكثر من غيرهم بثلاث مرات للحرمان من الرعاية الصحية، أضف إلى ذلك أنهم يواجهون أكثر بمرتين من غيرهم عدم كفاية خدمات ومرافق الرعاية الصحية ما يزيد من صعوبة تعافيهم من الجائحة.

وأظهرت الأبحاث الجارية بشأن جائحة كوفيد-19 زيادة خطر الوفيات بين المرضى الذين يعانون من مضاعفات صحية أساسية، منها أمراض غير معدية. ومعدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية لدى كبار السن  أعلى منها لدى الفئات العمرية الأخرى، وتتراوح معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية لدى كبار السن بين 35 و51%، ما يعني أن الخطر عليهم  خلال الجائحة يزداد كثيرا، ويتفاقم الوضع بفعل محدودية التغطية الصحية الشاملة وعدم كفاية خدمات الحماية الاجتماعية لكبار السن.

وتقل احتمالات حصول معظم النساء من كبار السن على الموارد المالية اللازمة لتوفير الخدمات الصحية المطلوبة. وتســاهم إتاحــة التغطيــة الصحيــة الشــاملة فــي زيــادة العمــر المتوقــع. غيــر أن مؤشــر التغطيــة الصحيــة الشــاملة للمنطقــة  لــم يتجــاوز 63% خلال العام 2017 مقارنة بـ 81% في الاتحاد الأوروبي، مــا يترك العديد من الفئات الاجتماعية معرضة للمخاطر خصوصاً كبار السن.

أضف إلى ما سبق أن البلدان العربية تتفاوت قدرتها على تقديم الخدمات الطبية  في مواجهة الجائحة فأقل البلدان نمواً هي أكثر عرضة للخطر نظراً لقدراتها المحدودة. ويتوفر أقل من 10 أطباء لكل 10 آلاف نسمة في معظم البلدان العربية، وأقل من خمسة أطباء في ثلثها تقريباً.