أسواق الغذاء العالمية تستعد لحالة من عدم اليقين بسبب كورونا

ستواجه أسواق المواد الغذائية حالة من عدم اليقين لعدة أشهر أخرى بسبب فيروس كورونا المستجد، ولكن، من المرجح أن يُظهر قطاع الأغذية الزراعية قدرة أكبر على الصمود في مواجهة الأزمة التي تسببت بها الجائحة مقارنة بغيره من القطاعات، وفقاً لتقرير جديد أصدرته اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

وفي هذا السياق، قال مدير شعبة الفاو للتجارة والأسواق، بوبكر بن بلحسن: “لقد لوحظت آثار جائحة كوفيد-19 بدرجات متفاوتة في جميع قطاعات الأغذية التي قامت الفاو بتقييمها. وفي الوقت الذي شكل فيه كوفيد-19 تهديداً خطيراً للأمن الغذائي، يظهر تحليلنا أنه من المنظور العالمي، أثبتت أسواق السلع الزراعية أنها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الجائحة مقارنة بالعديد من القطاعات الأخرى. ومع ذلك، نظراً لحجم التحدي وحالة عدم اليقين الهائلة المرتبط به، يجب على المجتمع الدولي أن يظل متيقظاً وجاهزاً للرد، عند الاقتضاء إذا لزم الأمر”.

اللحوم

من المتوقع أن ينخفض ​​إجمالي الإنتاج العالمي من اللحوم بنسبة 1.7% في عام 2020، بسبب أمراض الحيوانات، واضطرابات السوق المرتبطة بكوفيد-19، والآثار المترتبة على حالات الجفاف. ويترافق ذلك مع توقعات بنمو تجارة اللحوم بشكل معتدل  مقارنة بالنمو المسجل في عام 2019، مدعومة إلى حد كبير بارتفاع الواردات من الصين.

وسجلت الأسعار العالمية للحوم انخفاضاً بنسبة 8.6% عما كانت عليه في يناير/كانون الثاني 2020، وحظيت لحوم الغنم بالحصة الأكبر من الانخفاض، تليها لحوم الدواجن والخنزير والبقر، نتيجة الآثار المترتبة على الإجراءات ذات الصلة بكورونا، بما في ذلك الاختناقات اللوجستية، والانخفاض الحاد في الطلب العالمي على الواردات، والكميات الكبيرة غير المباعة من منتجات اللحوم.

الأسماك

ستواصل جائحة كوفيد-19 التأثير بشدة على أسواق المأكولات البحرية هذا العام، لا سيما المنتجات البحرية الطازجة والأنواع التي تحظى بالشعبية في المطاعم. أما فيما يخص جانب العرض، فقد أوقفت أساطيل الصيد نشاطاتها، فيما خفض منتجو الاستزراع المائي بشكل كبير من كميات التخزين المستهدفة.

ومن المتوقع أن يكون للجائحة تأثير كبير لا سيما على إنتاج الجمبري والسلمون، حيث تم تأجيل موسم استزراع الجمبري في آسيا، الذي يبدأ عموماً في أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران – يوليو/تموز. وفي الهند، على سبيل المثال، من المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج الجمبري المستزرع بنسبة 30 إلى 40%.

إضافة إلى ذلك، تشهد منتجات الجمبري الطازجة والمجمدة انخفاضاً كبيراً على الطلب العالمي، في حين من المتوقع أن ينخفض ​​الطلب على سمك السلمون بنسبة 15% على الأقل في عام 2020. وانخفضت مبيعات التجزئة، على وجه الخصوص، من السلمون الطازج بشكل كبير، ومن المتوقع أن يظل الوضع على ما هو عليه لبعض الوقت.

السكر

للعام الثاني على التوالي، تتوقع الفاو أن ينخفض ​​الإنتاج العالمي من السكر في 2019-2020، ويهبط ​​إلى ما دون المستوى المتوقع للاستهلاك العالمي للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات. وستساهم الأسعار المنخفضة وإعادة بناء المخزون في بعض البلدان المستوردة التقليدية، في اتساع تجارة السكر.

الحليب

على الرغم من اضطرابات السوق الناجمة عن جائحة كوفيد-19، تقدر الفاو زيادة الإنتاج العالمي من الحليب بنسبة 0.8% في عام 2020. ومع ذلك، من المتوقع أن تنكمش الصادرات العالمية من الألبان بنسبة 4%، في خضم تعثر الطلب على الواردات.

المحاصيل الزيتية

تبرز صعوبات في تلبية الطلب العالمي على البذور الزيتية والمنتجات المشتقة لموسم 2019/2020، بسبب الانكماش الملحوظ في الإنتاج. وتشير التوقعات المبدئية لموسم 2020/2020 إلى أن العرض يمكن أن يظل قليلاً مقارنة بالطلب.