متطلبات جديدة أمام قادة الأعمال خلال أزمة “كورونا”

بعد عدة أشهر من التفاعل والتكيف مع التأثير المباشر لجائحة كورونا والتي يمكن أن تكون المرحلة الثانية من المرض، فإن الرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال يحتاجون إلى تفكير أكثر تقدماً والاستعداد لتوسيع نطاق العمليات احتياطياً، والانتقال من الفعل إلى إجراء التغيير على المدى الطويل.

وفي هذا الإطار، أصدرت وحدة الدراسات التحليلية بـ W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، الدليل الإرشادي الرابع المكون من سبع خطوات لمساعدة القيادات على بناء خطط الاتصال الفاعلة للمرحلة الثانية من جائحة “كورونا”، وهي:

أولاً: القيادة الإنسانية

تتطلب المرحلة الجديدة من الرؤساء التنفيذيين في الشركات تبني طريقة جديدة للتواصل تتسم بالوعي والتعاطف الإنساني،  وأن تعدل صياغة الرسائل لغوياً بناء على ذلك. باختصار كن أصيلاً وإنسانياً، وحاول أن تتفهم وتنسجم مع الحقائق الجديدة في حياة الموظفين والعملاء والمجتمع أجمع.

والحقيقة أن الوباء يتكلم لغة عالمية جديدةـ، وبفهم هذه اللغة وحدها سيجد الرؤساء التنفيذيون وقادة الأعمال طريقة جديدة لفهم ومخاطبة أصحاب المصلحة سواء في الداخل أو الخارج خاصة الذين يختارون التباعد الاجتماعي، ويقلقون بشأن المستقبل.

ثانياً: الشفافية

تقول الدراسة، إنه في مثل هذه الأوقات تتسم الأمور بالضبابية والغموض، وتطرح على كثير من الرؤساء التنفيذيين أسئلة قد لا تتوفر إجاباتها لديهم. لذا من المهم أن تكون صادقاً ومنفتحاً لتحافظ على مصداقيتك حتى لو كنت لا تزال تحاول فهم حجم المشكلة ولا تملك الإجابات الحقيقية، وحاول عدم تأجيل نقل الأخبار السلبية المحتملة وباشر بإعلانها.

ثالثاً: الحرص على الاتصالات الداخلية

يظل الموظفون المجموعة الرئيسة والأكثر أهمية من بين أصحاب المصلحة، من أجل ذلك عليك وضع خطة مستقلة للاتصال الداخلي، نظراً لتحملهم تدابير وسياسات التباعد الاجتماعي.

وقد يتوجه المسرحون منهم إلى وسائط التواصل الاجتماعي وهو ما يمثل خطراً على سمعة الشركة،  لهذا من الضروري معاملتهم بشكل جيد وإنساني. كما أن الموظفين الباقين على رأس العمل سيراقبون طريقة التعامل مع زملائهم المسرحين وسيحكمون على الشركة من خلاله، وربما يتأثر أداؤهم وولائهم.

رابعاً: التعاون مع القطاع الحكومي

تشكل جائحة كورونا مسؤولية كبيرة وضخمة على عاتق الشركات والقطاعات التجارية التي تحتاج إلى التعاون مع الأجهزة الحكومية لإعادة تنشيط الاقتصاد، وهو ما سيسهم في التوصل إلى حلول جديدة تدفع نحو الانتعاش التدريجي. فهذا الوباء أدى إلى تغيير كامل في سياسات الاقتصاد والصحة، واضطرت الحكومات إلى الاعتماد على القطاط الخاص، لتزويدها بالعمالة والإمدادات، والخدمات الأساسية. لذا تتطلب المرحلة المقبلة جهوداً ضخمة بحيث لا يمكن للقطاعين العام و الخاص القيام بها منفردين عن بعضهما.

خامساً: إنشاء العلاقات

غيرت الجائحة من عادات المستهلك وتفضيلاته وأولوياته، وستضطر العديد من الشركات إلى مراجعة نموذج أعمالها الحالي، حيث ستكون هناك اتجاهات ناشئة جديدة وتغييرات هيكلية يمكنها خلخلة تنظيم شركتك وصناعتك، ما يتطلب منك إعادة بنائها من جديد، وهو ما سيمنح الشركات الفرصة لتحقيق مكاسب مربحة إذا ما تمكنت من إيجاد شركاء من العلامات التجارية الأخرى للدخول في أسواق جديدة أو توسيع دائرة الجماهير المستهدفة.

سادساً: التصرف كمثال يحتذى به

في هذه الظروف العصيبة كل تصرف أو بادرة تصدر من قادة الأعمال هي تحت المجهر من قبل الجمهور ووسائل الإعلام، خاصة فيما يتعلق بطريقة تعاملهم مع الموظفين والسياسات المتعلقة بتدابير التقشف مثل خفض الأجور. ومن المهم في هذه المرحلة أن يشاركوا موظفيهم ومجتمعاتهم مشاعر الألم، فالقيادة القوية في  أي أزمة تبيني ثقة أصحاب المصلحة على جميع المستويات وتعزز إيمانهم بنزاهة وكفاءة أخلاقيات الرئيس التنفيذي.

سابعاً: التخطيط للمستقبل

يحتاج القادة  والرؤساء التنفيذيين إلى اتباع نهج حازم واستباقي، لاستكشاف كيف يمكنهم وضع شركاتهم  على المسار الصحيح للنمو المستقبلي، مع تبني طريقة تفكير مختلفة تُخرجها من دائرة الأزمة بشكل أقوى، وأكثر استدامة.