التحول في مجال الطاقة.. السويد تتصدر وقفزة عربية
كشف المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير “تعزيز التحول الفعال في مجال الطاقة لعام 2020” أن السويد لا تزال تتصدر مؤشر التحول في مجال الطاقة للسنة الثالثة على التوالي. ويبرز تقرير هذا العام أن الاضطرابات غير المسبوقة الناجمة عن أزمة فيروس كوفيد-19 تهدد التحول إلى الطاقة النظيفة.
ويقيس تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 115 اقتصاداً فيما يتعلق بالأداء الحالي لأنظمة الطاقة لديهم، وذلك عبر مجالات التنمية الاقتصادية والنمو، والاستدامة البيئية، وأمن الطاقة ومؤشرات النفاذ والوصول، وكذلك استعدادهم للتحول إلى أنظمة طاقة آمنة ومستدامة ومعقولة التكلفة وشاملة.
الأوائل
خلف السويد جاءت سويسرا بالمرتبة الثانية عالمياً ثم فنلندا بالمرتبة الثالثة تلتها الدانمارك ثم النرويج تليها النمسا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وأيسلندا على التوالي. وفي المقابل شهدت بقية دول مجموعة العشرين أداءً متبايناً، وقد بذلت مراكز الطلب الناشئة مثل الهند والصين جهوداً متسقة لتحسين البيئة المواتية للطاقة.
وفي حالة الصين، أدت مشاكل تلوث الهواء إلى تدشين سياسات للسيطرة على الانبعاثات والحد منها وتحويل المركبات إلى التشغيل بالكهرباء وتطوير أكبر قدرة في العالم فيما يخص محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومحطات طاقة الرياح البرية.
أما الهند، فقد جاءت المكاسب من برنامج توسيع الطاقة المتجددة بتكليف من الحكومة، والذي تم توسيعه ليصل إلى 275 جيجاوات بحلول عام 2027. كما حققت الهند خطوات كبيرة في كفاءة الطاقة من خلال الشراء المكثف لمصابيح الليد LED، والعدادات الذكية، وبرامج وسم الأجهزة وتصنيفها، وتجري تجربة تدابير مماثلة لخفض تكاليف المركبات الكهربائية.
وفي الوقت نفسه، كان الاتجاه إيجابياً إلى حد ما في ألمانيا التي حلت بالمرتبة الـ20 عالمياً، واليابان التي جاءت في المرتبة الـ 22، وكوريا الجنوبية بالمرتبة الـ 48، وروسيا بالمرتبة الـ80.
عربياً
حلّت المغرب في المركز الأوّل متبوعة بقطر والإمارات وعُمان، أما المملكة العربية السعودية فحلّت ثامنة عربياً وفي المرتبة الـ 86عالمياً.
وبالنسبة لقطر فقد تمكنت خلال الـ12 شهراً الماضية من إحراز تقدم كبير فيما يخصّ التحوّل إلى الطاقة النظيفة لتتقدم بمعدل 11 نقطة في التصنيف وتحل في المرتبة 54عالمياً في مؤشر التحوّل في مجال الطاقة.
وفي الإمارات، شهد الأداء تقدماً بمعدّل سبع نقاط في مؤشر التنمية الاقتصادية والنمو لتحلّ في المرتبة الـ 38 عالمياً، وتقدماً في مؤشر رأس المال والاستثمار بمعدّل ثماني نقاط. أما مؤشر البنية التحتية وبيئة الأعمال المبتكرة فشهد هو الآخر تقدماً بمعدّل سبع نقاط والذي حلّت فيه الإمارات رابعة عالمياً.
كما شهد مؤشر رأس المال البشري ومشاركة المستهلكين تقدماً بمعدّل ثلاث نقاط، ومؤشر أمن الطاقة والنفاذ إليها تقدماً هائلاً بمعدّل 24 نقطة لتصل فيه الإمارات إلى المركز السابع عالمياً.
من جهة أخرى، قفز الأداء السعودي في غالبية مؤشرات التقرير، حيث شهد مؤشر التنمية الاقتصادية والنمو تقدماً بمعدل 7 نقاط لتحلّ المملكة في المركز 32 عالمياً، بينما شهد مؤشر رأس المال البشري ومشاركة المستهلكين تقدماً بمعدّل 10 نقاط، ومؤشر هيكل نظام الطاقة تقدماً بمعدّل نقطة واحدة.
كورونا يهدد التقدم
وبشكل عام، يجد التقرير أن جائحة كورونا تلقي بظلالها على مجال التحول إلى الطاقة النظيفة وذلك من خلال تهديدها بإلغاء التقدم الذي تم إحرازه مؤخراً في التحول إلى الطاقة النظيفة، وذلك بسبب حدوث انخفاضات غير مسبوقة في الطلب وتقلب الأسعار والضغط من أجل التخفيف بسرعة من التكاليف الاجتماعية والاقتصادية مما يضع مسار التحول – على المدى القريب – في موضع شك.
وأجبر كورونا الشركات في شتى المجالات والصناعات على التكيف مع الاضطرابات التشغيلية والتغيرات في الطلب وطرق العمل الجديدة، إذ دشنت الحكومات حزم انتعاش اقتصادية لتخفيف الآثار، إذا ما تم تنفيذها مع أخذ استراتيجيات طويلة المدى في الاعتبار، يمكنها أيضاً تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، من خلال مساعدة البلدان على توسيع جهودها في الوصول إلى أنظمة الطاقة المستدامة والشاملة.
وقال رئيس قسم الطاقة والمواد بالمنتدى الاقتصادي العالمي روبرتو بوكا إن “جائحة فيروس كورونا تهيئ فرصة للنظر في التدخل غير التقليدي في أسواق الطاقة وفي التعاون العالمي لدعم الانتعاش الذي يسرع التحول في مجال الطاقة بمجرد أن تهدأ حدة هذه الأزمة الشديدة”.
وأضاف: “إن الخطوة التصحيحية العملاقة هذه تمنحنا خيار تدشين استراتيجيات قوية ومستقبلية طويلة الأمد تؤدي إلى توفير نظام طاقة متنوع وآمن وموثوق يدعم في النهاية النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي بطريقة مستدامة ومنصفة”.
تعليقات الفيسبوك