التجارب والأنشطة السياحة تستقطب أجيالاً مختلفة

أصبح المسافرون على اختلاف أعمارهم وأجيالهم يمتلكون اهتماماً مشتركاً في الأنشطة والتجارب السياحية، ويفضل كل جيل منهم لوناً ونمطاً معيناً من هذه الأنشطة التي باتت  تؤدي دوراً مؤثراً في تحديد اتجاهات سفرهم، وفي ظل هذا الاهتمام ذكر بحث أعدته “إكسبيديا جروب ميديا سوليوشنز” أن سوق الأنشطة والتجارب السياحية بلغ نحو 183 مليار دولار أميركي بنمو ملحوظ يقدر بـ 35% منذ العام 2016.

وترى مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط دانييل كورتيس، أن ما يجعل السوق أكثر تعقيداً هو التفضيلات والمتطلبات الفردية للمسافرين والسياح لكل جيلٍ على حدة، وهو ما يشكل تحدياً حقيقياً للمسوقين الذين يحاولون التعامل مع هذه المتغيرات وتلبية رغبات المسافرين.

جيل الطفرة السكانية

على مستوى الأجيال وتوجهاتهم في السفر والسياحة، لا يهتم جيل الطفرة السكانية وهم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964 بالميزانية بقدر اهتمامهم بمشاهدة المعالم السياحية، في حين يخطط نحو 40% من السياح الأميركيين لقضاء إجازاتهم وعطلاتهم في الأماكن التي تشتهر بالمأكولات والمشروبات. وبشكلٍ عام، يبحث هذا الجيل بشكلٍ رئيسي عن السلامة والأمان والخدمات، في حين يفضل المتقاعدون الاسترخاء في الأماكن الهادئة وتجنب رحلات السفر الطويلة عموماً.

الجيل إكس (X)

المسافرون من “الجيل إكس” الذين تتراوح أعمارهم الآن بين 40 و56 عاماً، هم أقل الأجيال سفراً نظراً لانشغالهم الدائم في العمل، حيث يتبوأ هذا الجيل نحو 50% من المناصب القيادية والعليا في مختلف الشركات والمؤسسات حول العالم. ويعمل أفراد  هذا الجيل على إيجاد التوازن بين العمل والحياة ويفضلون قضاء العطلات المريحة التي تساعدهم على التخفيف من التوتر وضغوطات العمل. ومن المثير للاهتمام، أن 25% من الجيل إكس يتقبلون الكلام الشفهي في اتخاذ القرارات، وتجدهم ينجذبون بشكلٍ خاص إلى التجارب الثقافية. وفي هذا الإطار، أبرز البحث الصادر عن إكسبيديا أن 70% منهم يستمتعون بزيارة المتاحف والمواقع التاريخية والأثرية والمعارض الفنية.

الجيل واي (Y)

يعرف هذا الجيل بجيل الألفية، وهم الأفراد الذين تتراوح أعمارهم الآن بين 25 و39 عاماً. وينتزع هذا الجيل لقب أبطال السفر المتكرر مع امتلاكهم مهارات وخبرات عالية ويبحثون عن كل ما هو جديد. ويتطلع جيل الألفية إلى المغامرات والتنوع في تجارب السفر، وعلى الرغم من حرصهم فيما يتعلق بالجانب المادي والميزانية، إلا أن هذا الجيل يمثل أكبر سوق من حيث العائدات.

وأضافت كورتيس: “سيراقب خبراء السياحة والسفر أحدث الاتجاهات الناشئة المرتبطة بأجيال المسافرين والمتمثلة في “جيل ألفا” وهم أطفال جيل الألفية. سيبدأ هؤلاء الأطفال من مواليد ما بعد عام 2010، في اتخاذ ترتيبات السفر الخاصة بهم قبل نهاية هذا العقد بفترة طويلة، وهناك اعتقاد بأن يكونوا أكثر زعزعةً لمفاهيم وتجارب السفر من آبائهم”.

الجيل زد (Z)

ينفق “الجيل زد” ممن ولدوا خلال الفترة الممتدة من 1996 إلى 2010 أي تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 24 عاماً، نحو 11% من ميزانية السفر الخاصة بهم على الأنشطة والجولات السياحية أعلى من أي جيل آخر. وما يميز المسافرين ضمن هذا الجيل الأكثر انفتاحاً عن الأجيال الأخرى هو أن حوالي 90% منهم يستمدون أنشطتهم من أقرانهم وأصدقائهم على منصات التواصل الاجتماعي، في حين أن 70% منهم منفتحون على الأفكار الجديدة والإبداعية. وباعتبارهم أفراداً رقميين حقيقيين، فإنهم يفضلون البحث والتخطيط وإجراء حجوزات السفر الخاصة بهم عبر هواتفهم الذكية، كما أنهم توّاقون إلى تجارب جديدة وحقيقية وفريدة من نوعها.

__________________________
مجلة البنك والمستثمر
العدد 231