اتفاقات وتفاهمات وشراكة بين مصر وروسيا
مثلت قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسيارة “آوروس” الجديدة، ومعه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نقطةً هامة تعكس متانة العلاقات بين مصر وروسيا، لكنها ليست إلا جزءاً بسيطاً من التفاهمات التي توصل إليها الرئيسان بوتين والسيسي في لقائهما التاسع خلال خمس سنوات.
بداية الزيارة
في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، وصل الرئيس المصري إلى العاصمة الروسية موسكو ليلتقي عدداً من المسؤولين، منهم رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي تيجران ساركسيان. ثم ألقى كلمةً في مجلس الفيدرالية الروسي معرباً فيها عن التطلع لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتنمية وتطوير علاقات الصداقة بين مصر وروسيا. بعدها كان اللقاء الأخير في موسكو مع رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف.
بعد ذلك توجه السيسي إلى سوتشي الروسية لعقد مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين. وفي إطار علاقات الصداقة التي تجمع بين مصر وروسيا، وبين الرئيسين، فقد أقام بوتين مأدبة عشاء غير رسمية تكريماً للرئيس السيسي.
اتفاقية الشراكة الشاملة
تمخضت المباحثات الثنائية بوتين–السيسي عن توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي وفقاً لما أشار إليه بوتين، مضيفاً أن الجانبين ناقشا بالتفصيل التعاون في مجال الطاقة، وخاصة مشروع بناء محطة الضبعة النووية بمصر، التي تبنيها شركة “روس آتوم” الروسية، كما بحثا فرص التعاون العسكري.
وزفّ بوتين مفاجأةً للسياحة في مصر عندما أعلن أن بلاده قريبةٌ من استئناف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ والغردقة. وكانت شركات الطيران الروسية أوقفت رحلاتها إلى مصر عام 2015، بعدما تحطمت طائرة روسية وهي في طريقها من شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية وعلى متنها 217 سائحاً روسياً.
وأشار بوتين إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتطور بنجاح، موضحاً أنه في العام 2017، ازداد معدل تداول السلع بنسبة 62%، وفي الأشهر الستة الأولى من عام 2018 تمت إضافة 28% أخرى. وفى مجال الصناعة هناك اتفاقية كبيرة بقيمة 1.3 مليار دولار لشراء 1300 عربة قطار لمصر من روسيا.
من جهته، اعتبر الرئيس المصري أن زيارته إلى روسيا تعكس عمق العلاقة بين البلدين وشعبيهما، مبرزاً أن التعاون الثنائي يؤسس لنقلة نوعية في العلاقات ويشجع الاستثمارات الروسية في مصر.
وفي هذا السياق، أكد السيسي أنه اتفق مع الرئيس بوتين على إعلان 2020 عاماً ثقافياً بين البلدين، لافتاً إلى أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول.
وقال السيسي إن المنطقة الصناعية المزمع إقامتها في بورسعيد بالتعاون مع روسيا، تشكل نقلة بين القاهرة وموسكو من التبادل التجاري إلى التعاون الصناعي. وأضاف أن هذه المنطقة، التي من المخطط أن تجذب استثمارات بأكثر من 7 مليارات دولار وتشغل 35 ألف موظف، ستحدث نقلة نوعية ليس في مصر فحسب، بل في المنطقة وأفريقيا.
مصر والاتحاد الأوراسي
من جهة أخرى، توقع وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أرشكين أن تؤدي المفاوضات مع مصر بشأن تحرير التجارة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي- الذى يضم في عضويته دول روسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وأرمينيا، وبيلاروسيا- إلى توقيع اتفاقية بهذا الشأن خلال عام 2019، لا سيما وأن المباحثات من المفترض أن تبدأ قبل نهاية عام 2018.
أضاف أرشكين أن روسيا مهتمة بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع مصر نظراً لوجود مشروع لبناء منطقة صناعية روسية في منطقة السويس، حيث تطمح الشركات الروسية للاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة من خلال تطبيق رسوم جمركية مخفضة عند دخول مستلزمات هذه المنطقة بما في ذلك الآلات إلى مصر.
ووفق وسائل إعلام مصرية فإن دخول مصر في هذه الاتفاقية سيضمن لها نفاذ بضائعها لأسواق هذه الدول برسوم جمركية تفضيلية، كما سيتم فتح أسواق جديدة لمصر، وستعطى المنتجات المصرية ميزة تنافسية عن باقي الدول. كما تزيد هذه الاتفاقية الصادرات لدول الاتحاد الأوراسي، مع ارتفاع عائدات العملات الأجنبية نتيجة زيادة التصدير، وتوقعات بزيادة استثمارات الدول الخمس في مصر.
*************************************
مجلـــة البنك والمستثمر
العدد 215 _تشرين ثاني 2018
تعليقات الفيسبوك