تحديات مستقبلية لأمن المدن الذكية

بعد التزايد المتسارع في مبادرات المدن الذكية حول العالم، برزت حاجة ماسة لتشكيل بنية أمن سيبراني واضحة، ووضع خطة إدارة مخاطر مناسبة وتعيين موظفي معلومات متخصصين على كل مستويات نشاطات هذه المدن، إضافة إلى اتخاذ خطوات أخرى لضمان امن هذه المدن .

وقال رئيس مجلس إدارة “سمارت ورلد” الشركة المساهمة بين شركة اتصالات ودبي الجنوب الدكتور سعيد الظاهري، أن الهجمات الإلكترونية تتزايد وتصبح أكثر تعقيداً، ما يجعل المشاريع وأنظمة المدينة الذكية أكثر عرضة للإختراق.

ومن المفترض أن تبلغ قيمة صناعة المدن الذكية أكثر من 400 مليار دولار بحلول السنة 2020 وفقاً للخبراء، ويعتبر التوجه الكبير نحو المدن الذكية الحل الرئيسي للتعامل مع نقص المياه والطاقة وازدياد تلوث الهواء والإزدحام المروري، وغير ذلك من التحديات الناتجة عن التمدن السريع.

إجراءات فعّالة

ولفت الظاهري الى أن الإمارات العربية المتحدة تتخذ إجراءات فعالة على المستويات الخاصة والمحلية والاتحادية لتعزيز الأمن. ومن بين المبادرات الأساسية في هذه الاتجاهات تشكيل الهيئة الوطنية للأمن الالكتروني، فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي على المستوى الاتحادي ومركز دبي للأمن الالكتروني ومركز أبوظبي للأنظمة الألكترونية والمعلومات على المستوى المحلي.

كما اتخذ القطاع الخاص بعض الإجراءات البارزة تجاه ذلك، بما فيها تأسيس أول مركز أمن سيبراني من نوعه في الإمارات العربية المتحدة من قبل (سمارت وورلد) و(ذا كيرنيل)، والذي سيقوم بتدريب مواطني الإمارات العربية المتحدة على الأمن السيبراني وتقديم رقابة أمنية متقدمة على مدار الساعة، إلى جانب إدارة التهديدات الألكترونية للشركات في القطاعين الخاص والحكومي في الإمارات العربية المتحدة.

وفي محاضرته حول التغلب على تحديات الأمن الإلكتروني في المدن الذكية، قال الظاهري أن مجتمعنا أكثر عرضة حالياً للتهديدات الإلكترونية مع تزايد التوجه نحو التحول الرقمي.

وقد اقتبس الظاهري من تقرير “فورتنيت”، أن هناك أكثر من نصف مليون هجمة ألكترونية حول العالم كل دقيقة، وألقى الضوء حول كيفية تزايد التهديدات والمخاطر مع الاستخدام المتواصل لأنترنت الاشياء وتسجيل المزيد من البيانات وتخزينها في مواقع مختلفة.

أدوات اختراق ذكية

وقال الظاهري، “إن العالم في كل يومين يضع بيانات أكثر مما فعله التاريخ أو النوع البشري حتى عام 2003”. أضاف أن المخترقين أصبحوا أكثر ذكاء مع الأدوات الذكية الجديدة، وأن هناك هجمات أكثر ذكاء وتعقيداً مع توفر المزيد من الأدوات المتقدمة للاكتشاف والحماية.

ولفت إلى “أن التهديدات والمخاطر لا تتسبب بالسرقة والخسائر المادية فحسب وإنما تمتد إلى حياة الأشخاص أيضاً، فمع المبادرات المتزايدة نحو المدن الذكية هناك ضرورة مطلقة للتخطيط المناسب للأمان وإدارة المخاطر في المدن الذكية. ”

وأوضح الظاهري، وهو يقتبس توقعات الهيئة الدولية للبيانات حول المدن الذكية، أن 90% من المدن كان ينقصها في عام 2016 السياسات الشاملة للطائرات من دون طيار، والحساسات، وأنترنت الاشياء التي تركز على ضرورة العمل بدون أي تأخير.

وتهدف المدن الذكية المستدامة إلى تحسين نوعية الحياة وفعالية الخدمات والعمليات المدنية، وتستخدم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لتحقيق تلك الأهداف وتلبية حاجات الناس المتغيرة.

وشرح الظاهري أن من بين التهديدات المحتملة للمدن الذكية اختراق مصانع الطاقة وأنظمة التصنيع وأنظمة المنازل الذكية والأقمار الإصطناعية والسيارات ذاتية القيادة وشبكات إشارات المرور والبيانات المصرفية والمالية.