الأسواق المتقدمة تحافظ على ريادتها في الأسهم
أعلن بنك “باركليز” مؤخراً عن النتائج التي خرجت بها النسخة الأحدث لتقرير “كومباس”، والذي يتضمن توصيات البنك التكتيكية لمخصصات الأصول في المحافظ الاستثمارية. ويركز البحث الذي نشره قسم إدارة الثروات والاستثمار في باركليز، على تقديم المشورة والتوصيات الإستثمارية للمستثمرين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة مصدر العائدات
ومن خلال تناوله فئات الأصول الرئيسية على مستوى العالم، فقد أعطى تقرير “كومباس” للربع الأخير من العام الجاري 2016 حصة عالية للأسهم في الأسواق المتقدمة. وظهر من خلال هذه النتائج أن الأسهم في الولايات المتحدة باتت تعدّ المصدر الرئيسي للعائدات للفترة المقبلة التي تراوح من 6 إلى 12 شهرًا، خصوصاً مع توقعات تلاشي التأثيرات السلبية التي شهدها قطاع الطاقة جراء انخفاض الايرادات وتدهور الأرباح نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي. وحظيت الأسهم في أوروبا أيضاً بحصة زائدة، لأنه من المتوقع لها أن تستفيد من حالة التشاؤم تجاه القطاع المصرفي الأوروبي.
وحافظ التقرير على نظرته المحايدة نحو الأسهم في الأسواق الناشئة، خصوصاً وأن الانتعاش في زخم الأرباح لم يظهر بشكل واضح حتى الان. وفي الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى احتمال تعافي التجارة العالمية من جديد، لا تزال الأسهم الآسيوية تعتبر الخيار المفضل لهذه الفئة من الأصول، مع التركيز بشكل خاص على كوريا وتايوان والصين (أسهم الملكية الأجنبية – اوفشور). كما أعطى تقرير “كومباس” حصة محايدة للنقد والسندات قصيرة الأجل. ويواصل النقد تأدية دور أساسي في حماية المحافظ الاستثمارية خلال فترات التقلب المستمر في السوق، كما أنه يمثل مصدر التمويل للاستثمار في فئات الأصول الأخرى. وفي الوقت نفسه، أحدثت توقعات التقييم المتطرفة تأثيرًا سلبيًا على جاذبية الدخل الثابت.
أما من حيث السندات الحكومية في الأسواق المتقدمة، فقد أظهر انخفاضًا في مخصصاتها إلى المستوى المحايد، ويرجع ذلك إلى العوائد الضئيلة على السندات الحكومية. وفي الوقت نفسه، حافظ التقرير على مخصصات متدنية للسندات ذات التصنيف الاستثماري، مشيرًا إلى السبب ذاته للسندات الحكومية في الأسواق المتقدمة.
السندات عالية الدخل
وارتفع تقييم السندات عالية الدخل والأسواق الناشئة وإعطائها مستوى أعلى من المخصصات، وذلك بإضافتها إلى فئة العوائد العالمية العالية، نتيجة انخفاض تصنيف الوزن التكتيكي للنقد والسندات قصيرة الأجل إلى المستوى المحايد. ومع ذلك، تعتبر سندات الأسواق الناشئة باهظة القيمة، وتبقى عرضة للتخارج في أثناء عمليات التسوية النقدية البطيئة.
أما بالنسبة إلى السلع الأساسية، فقد رفع التقرير مستوى التخصيص لها بعد طول انتظار إلى المستوى المحايد، بالاستناد إلى انتعاش سوق العقارات في الصين، حيث كان هذا العامل كافيًا لتعويض التأثير السلبي الناجم عن التسويات النقدية الأميركية على أسعار السلع. ووفق التقرير ذاته، فقد بات من المرجح أن ينعم المستثمرون بعوائد أفضل في حال قاموا بتوجيه استثماراتهم نحو النفط، في ظل التوقعات التي تشير إلى مواصلة أسعاره اتجاهها التصاعدي للفترة المقبلة التي تراوح بين 12 – 18 شهرًا. وفي الوقت نفسه، لا تزال أسعار الذهب عرضة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد أيضًا أهمية الحفاظ على محفظة متنوعة لمواجهة المخاطر، بالإضافة إلى الانخراط بمستوى كاف في فئة الأصول العقارية التي احتفظت بوزنها المحايد.
وفي إطار تعليقه على نتائج وتوصيات التقرير، قال رئيس الاستثمارات والحلول العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في قسم إدارة الثروات والاستثمار لدى “باركليز” ڤيك مالك: “من المتوقع للاقتصاد العالمي أن يستمر في تحقيق النمو وإن كان ذلك بمعدل ضئيل، ونتيجة لذلك ينصح بالحفاظ على محفظة متنوعة كوسيلة أساسية لحماية الاستثمارات من تقلبات السوق”.
مجلة البنك والمستثمر
العدد 192
كانون الاول 2016
تعليقات الفيسبوك