ضربة موجعة لصناعة الفضاء الاسرائيلية
تلقت صناعة الفضاء الاسرائيلية ضربة قوية بعد انفجار القمر الصناعي “عاموس 6 “التابع لشركة الفضاء الاسرائيلية “سبيس كوميونيكيشن” أثناء تجارب الإطلاق في ولاية فلوريدا الأميركية في بداية شهر أيلول/ سبتمبر 2016 . وفقدت الشركة ثلث قيمتها السوقية وخسرت عقودا مع شركات كبيرة مثل “فيسبوك” و”يوتلسات”، حسبما قال رئيس الشركة ديفد بولاك.
خسائر اقتصادية فادحة
تقدر تكلفة “عاموس 6” الذي تم تصنيعه على يد شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية “إسرائيل إيروسبيس إنداستريز” لصالح شركة “الفضاء الإسرائيلية”، بنحو 200 مليون دولار ، واستمر العمل فيه لقرابة 5 أعوام على يد 100 خبير وفني. وكان من المفترض أن يقدم خدمة الاتصالات، بما في ذلك لشركة فيسبوك في إطار مشروع nternet.org الذي يهدف إلى تغطية الاتصالات في المناطق النائية لإفريقيا.
وبالإضافة الى الخسائر المادية المباشرة ، أدى الانفجار الى تعطّل صفقة بيع شركة “الفضاء الإسرائيلية” للمجموعة الصينية “Beijing xinwei” بنحو 285 مليون دولار.
كذلك فإن عدم الالتزام بشروط العقد مع الصينيين يلزم الشركة الإسرائيلية بدفع ما نسبته 15% من قيمة الصفقة حال عدم الوفاء بها وهو ما ينطبق على هذه الحالة.
لكن على الرغم من ذلك، فإن هذه الخسائر المالية الأولية على أهميتها تبقى خسائر قابلة للاسترداد، حيث أعلنت شركة الفضاء الاسرائيلية في بيان أرسلته إلى بورصة تل أبيب أنها تنتظر تعويضا بقيمة 294 مليون دولار، ومعظم هذا المبلغ ستدفعه “إسرائيل إيروسبيس إنداستريز” .
وبالإضافة الى التعويضات المالية لا بد من الاشارة الى أن الاستثمار الأساسي في تطوير القمر “عاموس 6” قد تم بالفعل، وأنه يوجد مخططات لإنتاج نسخ جديدة منه.
ضربة استخباراتية
لم تقتصر خسائر العدو الاسرائيلي على الماديات، فالقمر كان سيوفر خدمات سرية تستفيد منها إسرائيل، وتحديداً في مجال جمع المعلومات الاستخبارية، والتقاط الصور على مدار 24 ساعة لما يحدث في البلدان العربية. وسبق أن وفرت إسرائيل في الماضي صوراً لوكالة الطاقة الذرية الدولية عن مواقع سرية لإيران مثلاً، أو صوراً لمنشآت سرية في بلدان أخرى، ويعتبر هذا النشاط بالذات الضرر الأكثر خطورة الذي تكبدته إسرائيل من تدمير “عاموس 6″، في وقت تعلن فيه باستمرار أن أحد أهم “التحديات التي تواجه أمنها” تجري مواجهتها أولاً بجمع المعلومات والصور.
وعلى الصعيد الاستراتيجي ، كشف الانفجار الذي وصفته وسائل الإعلام العبرية بأعنف ضربة تتلقاها إسرائيل في مجال الفضاء، عن عمق ارتباط برامج الفضاء والتطوير العسكري الإسرائيلية بالولايات المتحدة، والتي شكلت دائما قاعدة لإطلاق الأقمار الصناعية الإسرائيلية السابقة.
وقال المحلل في صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أنشيل بيبر أن “إسرائيل لا تملك في واقع الحال سياسة فضاء واضحة المعالم ومحددة، وهي ليست مستقلة كلياً، ولا يمكنها في واقع الحال أن تبقى من دون الاستناد إلى ما تحصل عليه من خبرات ومعدات أساسية تنتج في الولايات المتحدة، تقوم إسرائيل بتطوير بعضها وفقاً لمخططاتها وأغراضها”.
يذكر أن اسرائيل كانت قد اختارت صاروخ “فالكون9” التابع لشركة “SpaceX” الأميركية لإطلاق ” عاموس 6″ بسبب التكلفة المنخفضة نسبيا لعملية الإطلاق في ضوء إمكانية استخدام الصاروخ في عمليات إطلاق متعددة، فضلا عن أن مالك الشركة الأميركية هو الإسرائيلي “إيلون ماسك”.
ومن المقرر أن تطلق اسرائيل القمر الصناعي التالي خلال ثلاث سنوات إذا ما تمكنت شركة الاتصالات الفضائية من تجاوز الأزمة التي سوف تواجهها.
مجلــــة البنك والمستثمر
العــــدد 190
تشرين الأول
تعليقات الفيسبوك